قبول المرأة بمن تعرفت عليه عبر وسائل الاتصال زوجاً لها

0 370

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، ويريد الارتباط بي، وهو مهاجر إلى دولة أوروبية، وأنا لم أخرج من مدينتي التي أعيش فيها إلا للمدينة التي يسكن فيها أقاربنا، وأحس بالخوف إن عشت في دولة أخرى وسأشعر بالغربة، وخاصة لم أتأكد من الشاب، ولم أتعرف على خلقه ودينه، وواضح من كلامه أنه على خلق، والحقيقة يعلمها الله، فهل أقبل به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الابنة العزيزة/ علياء .. حفظها الله ورعاها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك بين إخوانك في موقعك، ويسعدنا تواصلك معنا دائما، ونسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك زوجا صالحا يكون عونا لك على طاعته، ويعاملك معاملة حسنة، ويسعدك الله به في الدنيا والآخرة.

وبخصوص سؤالك عن الزواج بهذه الطريقة: فأنصحك بإعادة النظر فيها؛ لأنها محفوفة بالمخاطر، وثبت فشلها فشلا ذريعا، وحذر منها كثير من العلماء؛ لأن مجرد الكلام بهذه الطريقة - يا ابنتي - غير كاف للتعرف على شخصية الإنسان تعرفا كافيا للزواج.

ولقد قرأت بحثا مستفيضا عن مآسي الإنترنت والشات، خاصة في مجلة تحت العشرين، وكم أتمنى أن تطلعي عليه (العدد "84" إبريل 2003)، فإنه يحمل الكثير من المآسي والهموم والأحزان لفتيات تعرضن للابتزاز وممارسة الرذيلة، والوعود الوردية المكذوبة بالزواج، ثم تفاجأ بها تبيع كل شيء قبل الزواج أو الخطوبة بلا مقابل.

أما عن عرض هذا الشاب فإنه يحتاج منك إلى دراسة وافية وتأمل، ولا يكفي أبدا هذا التعارف لتأسيس حياة زوجية مستقرة، أين الخلق والدين اللذان هما حجرالأساس لاستقرار أي أسرة؟ أين الحسب والنسب اللذان يردعان الشخص عن الخلق الدنيء؟ أين ... أين؟

أسئلة تظل بلا جواب؛ لأن الطريق غير مضمون ولا مأمون، لذلك أنصحك بالاعتذار له، وعدم الاتصال به مرة أخرى حتى لا تضعفي أمامه، وواصلي دراستك وانتهي منها، وساعتها سوف يأتيك ما قدره الله لك بطريقة مأمونة؛ لأنها هي الطريقة التي شرعها الله لك، وبها ضمانات لا توجد في غيرها من العلاقات، ولا تنسي - يا ابنتي - أن مجرد الحديث مع شاب أجنبي عنك بهذه الطريقة محرم شرعا، ولذلك لم ولن يبارك الله فيه؛ لأن ما بني على باطل يكون باطلا، فاتركي هذا الشاب، وعودي إلى رشدك، واسألي ربك الزوج الصالح الذي يكون عونا لك على طاعته.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق، ويمكنك الرجوع إلى الاستشارات رقم: (1584، و2841، و1793)، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات