السؤال
ما العمل مع من تتحدث مع شاب في الماسنجر بعد أن تم نصحها وتحذيرها من الطريق الخاطئ؟ وهي ترفض بحجة أن الشباب ليسوا سواء في نيتهم، ومقتنعة أنه سيتزوجها، وأنه طيب، وأنه يخاف عليها، نصحتها أكثر من مرة بشتى الطرق دون جدوى!
هي فتاة من أسرة دينة ومحافظة، تخاف عليها من وخزة الإبرة، أنا خائفة على أهلها الطيبين لو يعلمون بأمرها ماذا سيحدث لهم؟!
أفيدوني ماذا أفعل معها؟ أنا في حيرة من أمري، وضميري يعذبني كل ليلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك إلى الاستمرار في نصحها وتذكيرها بالله، وتخويفها من عواقب مثل هذه الممارسة الخاطئة التي يفقد بها الشاب أهم عناصر الخير بخيانته للأمانة، وكلامه مع فتاة لا تحل له؛ لأنها ليست محرما له، ولا توجد علاقة شرعية بينهما.
لست أدري كيف تثق الفتاة في أمثال هؤلاء الذين ربما كان للواحد أعداد كبيرة من الضحايا، كما أن الكلام المعسول فن يجيده كثير من الشباب الذين فيهم ذئاب، والسعيدة من وعظت بغيرها، والشقية من يجعلها الله عبرة وعظة لغيرها.
أرجو أن تعلم الفتيات أن الشباب يلبسون لكل حال لبوسها، فإذا وجدوها صالحة كلموها عن الدين والأذكار والقرآن، وإذا وجدوا فتاة منفلتة مستهترة كلموها عن الأغاني والإصدارات الفنية كما يسمونها، وهدفهم من ذلك الغالب قضاء الأوقات والوصول إلى أهداف سيئة، ثم يترك الفتاة دون أن يبالي بها.
أنا أكلم فتياتي بلسان أب، وأقول: لو حصل مثل هذا مع ابنتي وأختي، وكان الشاب من الصالحين فلن أقبل به إلا إذا أظهر صدق توبته؛ لأن الشيطان الذي جمعهم على المخالفات هو الشيطان الذي سيأتيهم بعد الزواج بالشكوك والأوهام السيئة، فيقول للرجل: كيف تثق فيها وقد كانت تكلمك وتراسلك دون علم أهلها؟ ويقول الشيطان للفتاة: ما المانع من أن يكون له علاقات أخرى؟ وكيف تأمنينه على نفسك؟ فتبدأ الأزمات والمشاكل.
كما أن العلاقات العاطفية خارج الأطر الشرعية هي في الغالب خصم على سعادة الأزواج، ومتى كان الخطأ طريقا إلى الصواب والاستقرار؟! ولست أدري ماذا سيكون موقف الفتاة إذا تعلقت به ورفض أهلها؟ وماذا سيكون موقفها إذا شاهدته فلم يعجبها، وهذا تكرر في استشارات باكية، وندمت البنات، ولكن حين لا ينفع الندم.
هذه وصيتي لك ولها: بتقوى الله، ونحن سعداء بنصحك لها، وأرجو أن لا تتوقفي عن نصحها.
وبالله التوفيق والسداد.