تدخلات أهل الزوج وكيفية التعامل معها حتى لا تعصف بالحياة الزوجية

0 601

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ أربع سنوات، وتوجد خلافات بين أهلي وأهل زوجي، حيث انقطعت العلاقه بينهما، وقد أثر هذا على علاقة أهل زوجي بي؛ حيث كرهوني كثيرا، وكلما أمضينا عندهم إجازة أحدثوا مشاكل لا وجود لها، وطلبوا منه تطليقي وتزويجه بواحدة أخرى، فماذا أفعل حيال هذا الظلم الذي يهدد حياتنا الزوجية؟

علما بأن حماتي ظالمة، وقد فرقت بين أخي زوجي وزوجته لخلافات مماثلة, وأود أن أقنع زوجي أن لا نمضي الإجازة عندهم، وذلك لكي أحمي نفسي من إهاناتهم وشتمهم واستفزازهم، حيث عندما كنا في آخر إجازة كدنا أن ننفصل, وقد تعقدت نفسيا منهم, ومع كل هذا لا يحاول زوجي دفع الأذى عني؛ لأنه يخافهم ولا يتمتع بشخصية قوية.

والآن حياتنا الزوجية في خطر من ضغوطاتهم واقتراب الإجازة السنوية، فماذا أفعل لأنقذ حياتنا قبل أن يصبح مصيرنا كمصير أخي زوجي وزوجته، رغم التعلق الشديد ببعضهم البعض.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ القلب المؤمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتكم، وأن يقضي حاجتكم، وأن يصلح ما بين أهلك وأهل زوجك، وأن يعيد الحياة إلى مجاريها الطبيعة من المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يجنبكم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وألا يفرق بينك وبين زوجك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن حرصك على عدم حصول المشاكل شيء طيب، ولكن لابد أن يتحول هذا الحرص إلى واقع، خاصة إذا كان زوجك – كما ذكرت – لا يتمتع بشخصية قوية أمام أهله ويخاف منهم، ولا يحاول أن يدافع عنك، وبالتالي فلابد لك من أن تحتوي كل المشاكل؛ لأن زوجك لن يستطيع أن يقف في وجه أهله من أجلك، وبالتالي أنت مطالبة بقدر كبير من المرونة، وتفويت الفرص عليهم حتى لا يحققوا ما يريدون من التفريق بينك وبين زوجك، وأعظم شيء إنما هو الصبر وعدم الرد على أي إساءة مهما كانت.

الإجازة عادة تكون في حدود شهر أو شهرين، وتنتهي وتمر، فإذا قدر الله ونزلتما في الإجازة فاعقدي العزم على ذلك، وهذا عين العقل، هذا ليس ضعفا وليس عجزا، وإنما هو قوة وانتصار على التحديات ومواجهة الصعوبات بسلاح مرن لا يقهر؛ لأن الصبر من أعظم الأسلحة ولذلك أمر الله به أنبيائه ورسله، خاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرنا الله تبارك وتعالى به كذلك.

فاجتهدي في الصبر الجميل وعدم الرد على أي إساءة وكأنك لا تسمعين شيئا مطلقا، ما داموا يحاولون إثارتك حتى تغضبي وحتى تتكلمي كلاما يأخذونه ضدك ويضخمونه ويجعلونه سببا للإفساد ما بينك وبين زوجك، حاولي أن تفوتي عليهم هذه الفرص كلها بعدم الكلام أو الرد على أي إساءة مهما كانت، وأنا واثق إن شاء الله أن الإجازة ستمر على خير في الظاهر، وإن كنت قطعا ستدفعين الثمن غاليا من نفسيتك، ولكن أهم شيء أنهم لن يفرقوا بينك وبين زوجك ما دام الأمر لا يقتضي ذلك.

ثانيا: حاولي إقناع زوجك بإعادة النظر في مسألة النزول عندهم، فمن الممكن أن تنزلي أنت عند أهلك وأن ينزل هو عند أهله، وأن تلتقيا مثلا في الليل، كأن يكون عندهم ثم يزورك مثلا في بيت أهلك، أو إذا كان لكم شقة خاصة أو منزل خاص بكم، فمن الممكن أن تنزلوا فيه وأن يتولى هو زيارة أهله ما بين الحين والآخر، ولا داعي لأن تذهبي أنت إليهم إذا كنت لا تقيمين معهم.

وأما إذا كنتم تقيمون جميعا في بيت واحد فلابد أن تنظري في حال أهلك، هل ظروف أهلك تسمح بأن تقيمي عندهم أم لا، وتتفقوا على ذلك من الآن، وناقشي ذلك مع زوجك قبل النزول للإجازة، فإن استطعت وأقنعت زوجك بذلك فهذا حسن، وإن قبل هو أن يقيم عند أهله وأن تقيمي أنت عند أهلك فهذا لا مانع منه ما دمتما قد اتفقتما على ذلك، أو أن تقيمي مثلا بعض الأيام عند أهلك وهو يقيم عند أهلك، وأيضا الأيام الأخرى عند أهله، المهم أن تحسمي هذه المسألة من الآن قبل النزول.

وحاولي قدر الاستطاعة أن لا تتهمي أمه أمامه، فلا تقولي إن أمك سبب المشاكل، حتى وإن كان هذا حقا، هو يعرف ذلك ولكن لا ينبغي أبدا أن توجهي الاتهام إلى أمه؛ لأنه سيتحول إلى مدافع عنهم، وسيعتبرك عدوا لهم، وبهذا لن تستطيعي معه أن تصلي إلى حل مناسب، وإنما دائما تكلمي معه عنها بأدب، حتى وإن كانت تسيء.

وينبغي أن تعاملي أم زوجك كما تعاملين أمك، فلو وضعت أمه في مقام أمك فستستريحين أنت كثيرا، وقد تقولين أن أمك ليست بهذا السوء وبهذه الشدة، أقول: أنا معك ولكن أنت أيضا لو أنك أبديت قدرا أكبر من المرونة والصبر فإنك تستطيعين أن تحولي موقفها من هذه الشدة وهذه الصعوبة إلى موقف لين؛ لأن أي إنسان في الحياة ما دام يعامل بالمعروف ويعامل معاملة إنسانية طيبة فإنه سوف ينكف عن شره ويتوقف عن ظلمه، أما عندما تسيء أدنى إساءة وأنت تشهرين كل الأسلحة ضدها وتظلين تصرخين وتتهمينها، فهذا سيؤثر على نفسيتها، وبالتالي سوف تكيل لك الاتهامات بالحق أو بالباطل، وأما لو أنك أخذت بالنصيحة والصبر فإن ذلك سيغيرها.

وعليك أن تكثري من الدعاء لحماتك أن يصلحها الله، ولأهل زوجك جميعا أن يصلحهم الله، وأن يصلح الله ما بينهم ويبن أهلك؛ لأن في صلاح هاتين الأسرتين الكبيرتين صلاح لك واستقرار وسعادة لك ولزوجك وأولادك، كما أوصيك أن تكثري من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام بنية الإصلاح ودفع البلاء، كذلك أيضا تكثري من الاستغفار؛ لأن الله جعل الاستغفار من أسباب تفريج الكربات وقضاء الحوائج.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات