السؤال
أرجو منكم يا شيخنا الإجابة على سؤالي وهو استشارة وليس طلب فتوى.
حدثت بيني وبين الشركة التي أعمل بها مشاكل منذ حوالي شهرين، وبدأت أبحث عن عمل آخر، وفي نفس الوقت عندما علمت الشركة أني سوف أغادر استجابوا لبعض مطالبي، وبدأت أجد في بعض الأعمال الأخرى نفس المستوى المادي للشركة التي أعمل بها، واستخرت الله كثيرا يا شيخنا هل أترك الشركة أم أكمل، وأحيانا أجد في نفسي ضيقا من عملي، ولكن أحيانا أخرى أجد أني منشرح الصدر في عملي ومقبل عليه وفي نفس الوقت بعض هذه الشركات الأخرى التي يأتيني منها عروض عمل يحصل بيننا خلاف ولا يتم الموضوع.
والمشكلة الأخرى أني لو تركت عملي الآن سوف أؤجل زواجي المفترض بعد حوالي الشهرين لمدة لا تقل عن عام على الرغم أني جاهز ماديا وكل مستلزمات الزواج موجودة، ولكني مسافر في الخليج وأبي يريدني أن أكمل في هذه الشركة لأتزوج، فأيهما أولى: أن أتزوج وأترك الأمور بعد ذلك لله يصرفها كيفما يشاء؟ أم أتوكل على الله وأغير عملي وأتأخر عاما في الزواج؟
وهل الزواج يساعد على زيادة الرزق؟
ومعذرة للإطالة وأرجو الدعاء لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن استمرارك مع الشركة وتعجيلك للزواج وقبل ذلك طاعة الوالد فيها خيرات كثيرة، والعاقل إذا وجد رزقه في مكان لزمه وحافظ عليه، والشركة التي عرفتها وعرفت من فيها خير لك من المجازفة للمجهول، وقل أن يجد الإنسان في هذه الدنيا بقعة أو مكانا يخلو من المحن والمنغصات.
وقد أحسن من قال:
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأكدار والأقذار
ومكلف الأيام فوق طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وتلبية الشركة بعض طلباتك دليل على تقديرك وحرصهم على التمسك بك، وهذا في حد ذاته مكسب لك وخير لهم رغم أنه جاء متأخرا بعض الشيء، ولكن كل شيء بقضاء وقدر ولكل أجل كتاب.
والإنسان يفعل الأسباب ويتوكل على الكريم الوهاب، نسأل الله أن يوفقك للحق والخير والصواب.
ولا مانع من أن تكرر الاستخارة، وها أنت قد شاورت ولن يندم من يستخير ويستشير.
وأرجو أن تعلم أنه لا يوجد إنسان يقدم بر الوالد وطاعته أو الوالدة إلا كان التوفيق حليفا له، وأمر الوالد بالمندوب يصيره واجبا وطاعته مقدمة، وهو خبير عركته تجارب الحياة، والإنسان عندما يذهب لشركة جديدة فإنه يبدأ من الصفر وبخلاف المكان الذي عرف أهله وعرفوه وأصبحت الصلات بينهم كبيرة وعميقة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به وأن يلهمك السداد والصواب.
وبالله التوفيق والسداد.