كيف تسير الحياة الزوجية دون مشاكل من الطرفين؟

0 390

السؤال

السلام عليكم.

أعرف أن الزوج من حقه أن يأمر زوجته بتنظيف شيء معين من المنزل، ولكن كلما قال لي زوجي: إن هناك شيئا غير نظيف في البيت أغضب منه وأشعر أنه جرحني، وفي أول الزواج كان الحمل سببا لتقصيري وبعد ذلك رعاية الرضيع.

وتزعجني طريقته عندما يخبرني بأن شيئا غير نظيف، حيث يكون غاضبا، فأشعر أنه غاضب لسبب لا يستحق، فأقول له: غير من طريقتك هذه لأنها تضايقني، فهناك من يختار أسلوبا معينا من الكلام لا يضايق من أمامه، وبهذا تخمد مشاكل كبيرة بالبيت، ومن وجهة نظره أنني متكبرة ولا أريد أن أسمع كلامه، وفي كثير من مشاكلنا يهددني بالطلاق: (إن رفعت صوتك سأطلقك، إن لم تسمعي الكلام سأطلقك)، ويشتمني ولا يريد أن أرد عليه (بل إن فعلت سيطلقني)، كأني من الدرجة الثانية وهو كرامته أعلى مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omabd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثرة التحقيق والتدقيق تضايق الإنسان، وأكثر من يتضايق من ذلك النساء، والكريم لا يدقق أو يحقق طويلا، ولست أدري هل هذه طبيعة في زوجك منذ البداية أم هي أمر جديد؟ وهل هذا الأمر في كافة علاقاته وتعاملاته أم هو معك فقط؟ وكيف بدأت حياتك معه؟ وهل كانت بينكما علاقة عاطفية قبل الزواج؟ وما علاقته بالنظافة في حياته الخاصة؟
أسئلة كثيرة لكنها تكشف بالإجابة عليها الكثير، وهل طبيعة المنطقة أن المرأة تخدم وتنظف وأن من مكملات أنوثة المرأة أن تقوم بتنظيف المنزل؟ وماذا سوف تفعلون عندما يكون لكم عدد من الأطفال تحتاجون معهم إلى تنظيف المنزل مرارا، وسوف أكون سعيدا إذا وصلتني إجابات واضحة وإفادات صحيحة حتى يكون نصحي كاملا وواضحا، ونسأل الله الهداية للجميع.

وأرجو أن تنظري إلى الجوانب الإيجابية في زوجك، واعلمي أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، كما أنك لست خالية من النقائص، وأن المطلوب هو تقديم التنازلات من كل الأطراف، والتأقلم مع هذا الوضع، وقد صدقت في قولك أنه يغضب في أشياء صغيرة، وأنت أيضا لا تتوقفين عند الأشياء الصغيرة، ولا تردي على إساءته بالإساءة ولكن كما قال الله تعالى: (( ادفع بالتي هي أحسن ))[المؤمنون:96].
ونحن لا نقبل ما يحصل، ولكننا ندعوك للحكمة، مع ضرورة البحث عن أسباب ما يحصل، فربما كانت للرجل مشاكل في العمل أو مشاكل صحية أو غيرها، وربما كان ما يحصل ردة فعل لانتقادات توجه له في نفسه أو في عمله أو في حياته.

وسوف أكون سعيدا إذا بدأت أنت في تفادي ما يثير غضبه، وعدم الوقوف أمامه عند كل صغيرة وكبيرة، فالرجل يحتاج إلى من يشعره بمكانته ويحترمه ويقدره، خاصة إذا كان يجد التقدير في الخارج، مع أننا نرفض التعالي والتكبر، ولكننا نقول لك كوني أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن قلب الزوج وقلوب العباد بيد رب العباد، ونسأل الله لك التوفيق ولزوجك الهداية ومرحبا بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات