السؤال
السلام عليكم.
تقدم شخص ذو خلق للزواج بفتاة ووافق الأهل عليه دون موافقة الفتاة، واتفقوا على الخطبة ومن بعدها يسافر الشاب لمدة عام ثم يعود ليتزوجها، وعندما قالت لهم الفتاة أنها غير موافقة لأنها تريد أن تعرفه في فترة الخطبة، قالوا لها حرام عليها أن ترفضه لأنه ذو خلق ودين ومال، ولم يكن رفض الفتاة لشخصه، ولكن لأنه سيسافر ولن تتمكن من التعرف عليه سوى عن طريق الهاتف .. فمع من يكون الحق (الأهل أم الفتاة)؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فإن من حق الفتاة أن تشاهد خاطبها وترضاه، كما أن من حق الشاب أن ينظر إلى مخطوبته ويقبل بها، (والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، ومع ذلك فنحن ننصح الفتاة بعدم الاستعجال في الرفض، وعليها أن تتذكر أن الأهل دائما يريدون الخير لفتياتهم، ولا يمكن أن يفعلوا شيئا يضرها، ولكن من حقها أن تسأل عن الشاب وتتعرف على شخصيته كما هو من حق الشاب وفق الضوابط الشرعية.
ولست أدري لماذا فعل الأهل هذا التصرف؟ وهل هذا الأمر معتاد عن أهل المنطقة والبلدة التي يعشون فيها؟ ولماذا لم يخبروها؟ وهل الشاب من نفس المنطقة وهل الفتاة ترفض لمجرد العناد أم لها أسباب للرفض؟ وما هو رأي العلماء في المنطقة عندكم؟
أما قول الفتاة في أنها تريد أن تتعرف عليه فهذا ليس صحيحا؛ لأن فترة الخطوبة تقوم على المجاملات وإظهار الحسنات وإخفاء السلبيات، ولكن المعرفة الحقيقية تحصل بعد الرباط الشرعي.
أما فترة الخطوبة فهي مجرد إعلان الرغبة ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، وأرجو أن أقول لمن يصرون على وجود علاقة قبل الزواج أن هذا الأمر أثبت فشله حتى في البلاد الغربية حيث لا يقوم الشباب على الزواج إلا بعد علاقات عاطفية كاملة، ومع ذلك فهم يقولون: نسبة الفشل في حال وجود علاقات عاطفية قبل الرباط الرسمي أكثر من (85%)، والنسبة الضئيلة المتبقية أيضا تكون عرضة للأزمات، والناس في هذا بين إفراط وتفريط، فهناك من يقول: ما عندنا بنت لا يراها الرجال، وهناك من يتركوا البنت مع الخاطب يخرج بها ويسافر معها.
والجمال والكمال في هذا الدين الوسط الذي يبيح للخاطب رؤية المخطوبة ويمنع الخلوة بينهما ويحرص على قصر فترة الخطبة؛ لأن الحب الحلال عندنا يبدأ بالرباط الشرعي، نسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق والسداد.