استضافة الأصدقاء رغم تفويت الصالحات

0 326

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استأجرت مسكنا بعيدا عن الإقامة الجامعية، لما فيه من المفاسد من اختلاط وأغاني، ولدي بعض الأصدقاء المهملين لأمور دينهم والمضيعين لأوقاتهم، يأتون لقضاء بعض الأيام والشهور في منزلي، وأقوم بواجب الضيافة على أكمل وجه، ولكن هذا يرهقني ويفسد علي الكثير من الأمور، فلا أستطيع مثلا أداء بعض العبادات، كقيام الليل، كما أني أنقطع بسببهم عن حفظ القرآن والمراجعة، وأهمل صلاة الجماعة، فهل يحق لي أن أصارحهم بعدم رغبتي في استضافتهم؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إننا ندعوك إلى الاستمرار في ضيافتهم بشرط وضع خطة لنصحهم ودعوتهم، فأرجو أن توازن بين المصالح الحاصلة بوجودهم والمفاسد المترتبة على تنصلك من ضيافتهم، واحرص على أن تمثل لهم الوجه الجميل للشاب الملتزم، وابدأ بعرض الدعوة على أقربهم منك، وأظهر لهم ما تنعم به من السعادة والاستقرار النفسي بسبب هذا الدين الذي أكرمنا الله به، ولا شك أنهم اختاروا المجيء إليك لمصلحة أو منفعة، فاجتهد في تقديم الدعوة.

نحن نتمنى أن يعيش الشباب في بيوت الصالحين الطيبين، بدلا من أن يعيشوا في أماكن الفسوق والشرور، وإذا خدمت الشباب بنية دعوتهم وإصلاحهم وحفظهم من أجواء الفساد فإنك تنال من الأجر ما يفوق النوافل المذكورة، ومع ذلك فنحن ندعوك لإظهار تلك الطاعات والاهتمام بحفظ القرآن والقيام في حضورهم، فإن لذلك تأثير عظيم وطيب عليهم.

أرجو أن تدعوا الله لهم قبل أن تدعوهم وبعد أن تدعوهم، واعلم أن الإحسان وسيلة للدعوة إلى الله، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجعلك داعيا للخير على بصيرة وأن يوفقك ويسددك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات