السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ سنتين، وقد كنت موفقا في البداية في زواجي وأحب زوجتي، ولكن بعد ذلك بدأت أجد في نفسي شيئا من الكره لزوجتي، ليس في دينها فهي ذات دين وخلق عظيم -ولله الحمد-، ولكن في جمالها، فجمالها لم يكن بالقدر الذي يعفني ويغض بصري، وأخاف من ظلمها لأن حالتي النفسية تجعلني مهموما معها أحيانا، وأعبس في وجهها أحيانا بدون سبب، ولا أجد متعة جنسية معها.
والمشكلة أنني لا أستطيع الزواج بأخرى بسبب التقاليد الصعبة، وقد فكرت كثيرا في تسريحها بإحسان واستبدالها بغيرها، ولكن لي منها طفلا، وهي تحبني جدا، وقد أجهدني التفكير وأرقني في منامي؛ لأني لا أدري ماذا أفعل، فما العمل؟
أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجتك، وأن يبارك لك في أهلك، وأن يجمعكما دائما على خير، وأن يحسن صورة امرأتك في عينك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد بسؤالك: فأرى بداية أنه يجب عليك أن تحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على هذه النعمة العظيمة التي أكرمك المولى بها سبحانه وتعالى، المرأة صالحة ذات الخلق والدين في هذا الزمن كنز من كنوز الجنة ونعمة من نعم الله العظمى التي لا تعد ولا تحصى، وأرى أخي أنك أنت الذي تغيرت وزوجتك هي هي لم تتغير، فالمطلوب منك يا صاحبي أن تبحث عن أسباب تغييرك، ولماذا اختلفت نظرتك الآن؟ ألم تكن قد رأيت زوجتك سابقا؟ ألم تستمر الحياة بينكما حتى أثمرت هذا الطفل المبارك؟ ألا يغفر لها أنها ذات خلق ودين، وأنها تقوم بواجبك على أكمل وجه؟ ألا يغمر هذا الأمر الذي لا دخل لها فيه في بحور حسناتها التي تشهد بها؟
فأطلب منك أنت أن تغير نفسك، وأن تعلم أن أكثر نساء الدنيا لسن على قدر متوسط من الجمال، ورغم ذلك تمشي الحياة بنظامها وخرجت أنت إلى الدنيا وخرجت أنا كذلك من زوجات عاديات، بل وأقل من العاديات، ورغم ذلك كن أمهات فاضلات كفاهن فضلا وفخرا أن أنجبن رجلا فاضلا مثلك، ولا تنس ما ورد في السنة: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقوله: (لأمة شوهاء ذات دين أفضل) وقول الحق تبارك وتعالى: (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)[البقرة:221]، فأنصحك بالاجتهاد في غض البصر والبعد عن مواطن الاختلاط ورؤية النساء، وأكثر من الدعاء أن يذهب الله عنك هذه الهواجس والوساوس، وأن يرزقك السعادة والاستقرار في ظل زوجتك الوفية الصالحة وولدك المبارك.
وتخيل أخي الكريم! أنك تزوجت بامرأة من أجمل الجميلات، لكنك معها كل يوم في مشكلة، هي لا ترضى بك، وتتعالى بجمالها عليك، بل وتعتبرك دونها ودون مستواها، وليس هذا فقط، بل هل كل يوم تتعبك بكثرة طلباتها، وكثرة أوامرها، وهي مع ذلك تنغص عليك حياتك، فماذا أنت فاعل بجمالها؟ إن الجمال ليس هو كل شيء، فانظر إلى ما وراء الجمال من جمال النفس والقلب والروح.
وبالله التوفيق.