السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا فتاة علمت بوجوب ارتداء النقاب الساتر لوجهي، ولكن أبي يرفض رفضا شديدا جدا، ويمنعني منه، ماذا أفعل هل ألزم البيت ولا أخرج؛ لأني لست لابسة الحجاب الشرعي، أم ماذا أفعل؟ علما بأن جلوسي بالبيت من الأمور الصعبة بالنسبة لي وذلك بسبب دراستي، فماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة/ شيماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر إليك عن تأخر الرد نظرا لظروف خارجة عن إرادتنا، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأقول لك: كان الله في عونك، فأنت تذكرينا بجهاد الصالحات من الصحابيات اللواتي قدمن أعظم التضحية والفداء من أجل دين الله تعالى، وقدمن أروع الأمثلة في ذلك، فأبشري بخير واحمدي الله أن أكرمك بهذا الالتزام وهذا الحب له ولرسوله ولدينه، وسليه أن يثبتك على ذلك، وأن يتقبل منك هذا الجهاد المبارك.
وبخصوص موقف والدك فهو في الواقع ليس بالغريب على أمثاله من عوام المسلمين، وذلك نتيجة الحرب الشعواء على الإسلام كله عامة وعلى المرأة المسلمة وحجابها خاصة، فالإعلام ككل يسخر كل طاقاته وإمكاناته للنيل من الإسلام وقيمه ومبادئه، وأبوك بلا شك قد تاثر بهذه الهجمة الشرسة، وأصبح يتصور أن هذا النقاب لا أصل له في دين الله، أو لا تلبسه إلا الفتاة المعقدة أو المنحرفة أو المتخلفة وهو لا يريد لك ذلك، أو أنك بالنقاب لم ولن يتقدم إليك أحد للزواج منك وهو بذلك يخاف عليك ولا يريد لك ذلك، لذا أنصحك بالصبر وعدم المواجهة مع أهلك ولا مانع من الإقلال من الخروج من المنزل قدر الاستطاعة إلا عند الضرورة، والمسألة ستكون مسألة وقت، وسوف يمكنك الله من لبس النقاب كما تحبين فاتركي هذا الأمر الآن لأنك لا تستطيعين وحدك مواجهة أسرتك، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وعليك بالدعاء أن يشرح الله صدرهم للنقاب خاصة وللإسلام عامة، وأن يمن عليك بإحياء هذا الأدب الإسلامي المبارك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.