السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتنا أن لدينا أخا عقد قرانه على ابنة عمته، على أن يتزوجها بعد إنهائها لدراستها الجامعية، وهي في بلد وهو في بلد آخر، وكان من قبل قد تعرف على امرأة مطلقة ولديها طفلة، وتكبره بخمس سنوات، كان يريد أن يتزوجها قبل عقد قرانه على ابنة عمته، لكن أهلي اعترضوا لرؤية الوالد أنها غير كفؤ له، وانتهى الموضوع، وسافرت هذه المرأة إلى بلدها لتتزوج، وعلى أساس هذا سافر أخي لعقد قرانه على ابنة عمته، مع العلم أننا لم نجبره على ذلك.
ثم عاد إلى البلد التي يعمل فيها، فتفاجأ أن تلك المرأة عادت ولم تتزوج، فعرض علينا أن يخطبها، لكننا اعترضنا؛ لأنه قد عقد قرانه على قريبته.
بعد مدة ليست بالقليلة تفاجأنا بأن أخي تزوج من تلك المرأة، دون إعلامنا بذلك، لم يستطع هو ولم نستطع نحن أن نخبر خطيبته (ابنة عمته) بزواجه؛ لأننا كنا نخشى المشاكل، كان صعبا علينا أن نخبرها بذلك بعد انتظارها ثلاث سنوات، خاصة وأن والديها متوفيان.
بعد ذلك تزوجها دون علمها بزواجه السابق، ودون علم إخوانها أيضا، وعندما تفاجأت بالخبر، طالبت بالطلاق معتبرة بأنه قد غشها، خاصة أن لديه بنتا من تلك الزوجة، وهو لا يحسن عشرتها وعادت إلى بلدها.
فضيلة الشيخ:
ما رأيكم وما نصيحتكم في هذه المشكلة؟
وهل نحن أخطأنا بتكتمنا على خبر زواجه رغم أنه كان تزوج دون علم منا؟
وما الحل بارك الله فيكم، فهذه المشكلة تؤرقنا كثيرا.
والسلام عليكم.
أرجو سرعة الرد ؛ لإلحاحها على الطلاق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / أم ضياء المحترمة حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يصرف عنك وعن أسرتك كل مكروه وسوء، وألا يشمت بكم أحدا من خلقه، وأن يهديكم ويصلح بالكم ويدخلكم الجنة ويغفر لكم.
وبخصوص ما ورد برسالتكم فان المرء يحتاج إلى علاج هادئ بعيدا عن التشدد أو التحكم؛ لأن الحال الآن لا يقتضي أن نبحث عن حل منفرد لكل طرف على حدة، وإنما لا يصلح إلا الحل الشامل الذي يشارك فيه جميع الأطراف حتى نقلل الخسارة، أو نقضي عليها بإذن الله، وهذا يتوقف على مدى التعاون والتنازل الذي يبديه كل طرف، فلابد للجميع من بذل شيء من التضحية حتى يقلل حجم الخسارة، خاصة وأن كل شيء قد وقع وانتهى، ولا فائدة من العتاب أو إلقاء اللوم على طرف بعينه.
والمطلوب منكم جميعا الآن محاولة إقناع قريبتكم بأن طلبها الطلاق الآن لا مبرر له، خاصة وأن هذه الزوجة قد عادت إلى بلدها، وأن هذه كانت لحظة ضعف، وأنكم لم تكونوا على علم بهذا الزواج، وأن الأفضل لها أن تحاول احتواءه وجذبه إليها بحسن المعاملة وإظهار المحبة والمودة له، وتعويضه عما فقده في هذه المرأة التي تزوجها بدون علم منكم، وأن فرصتها كبيرة في حسن وكسب مودته، وحبه، وإشعاره بالفرق بينها وبين الأولى، وأنها أفضل بحسن خلقها ونظافتها وبطاعتها له واهتمامها به ورعايتها له، حاولوا إقناعها بكافة الوسائل بالعدول عن فكرة الطلاق ولتعطي لنفسها فرصة تجرب حياتها مع زوجها، وقدرتها على استمرار الحياة معه، وبعد ذلك تقرر إما استمرار الحياة أو وقوفها، حاولوا معها على قدر استطاعتكم لعل وعسى يشرح الله صدرها لذلك، وبعد الدخول وبدأ الحياة قد يكون من الصعب عليها طلب الطلاق وبذلك تنتهي المشكلة إن شاء الله، وأما أنتم فليس عليكم شيء ما دمتم لم تكونوا على علم بهذا الزواج، وعليكم بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدرها لقبول الحياة معه، وكذلك بالاستقامة والتوفيق، مع تمنياتي لكم بصلاح الحال والبال.
والله الموفق.