عطَّل الحسّاد خطبتي وفرقوا بيني وبين خطيبتي!

0 456

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 40 سنة، عانيت من الوسواس القهري، والآن -الحمد لله- شفاني الله منه ولم يبق منه إلا آثار قليلة لا تؤثر على حياتي، كما أنني ما زلت آخذ الدواء وذلك بتقليل الجرعة تدريجيا، آملا في التوقف عنه نهائيا إن شاء الله.

تقدمت للزواج في العديد من المرات وكان الرفض الدائم، عانيت كثيرا من الوحدة والعزوبية، وفي الفترة الأخيرة تقدمت لخطبة فتاة ولم أقل لها شيئا عن ذلك.

أولا: لأن الأمراض النفسية لها سمعة سيئة جدا في بلدنا.

ثانيا: بما أني شفيت منه فلن يكون له أي أثر على الحياة الزوجية -إن شاء الله- كما أنني أنوي أن أصارح زوجتي بعد الزواج بطريقتي الخاصة كي أتمكن من إقناعها بذلك.

قبل بي أهل الفتاة وفرحت كثيرا، لكن فوجئت أن بعض زملائي في العمل كلفوا أنفسهم وذهبوا إلى أهل الفتاة وأخبروهم بمجموعة من الأكاذيب وصفوني فيها بأقبح الصفات ظلما وعدوانا وحسدا من عند أنفسهم، وقد نجحوا في التفريق بيننا.

علاقاتي كلها جيدة مع زملائي.

تألمت كثيرا، فقدت شهية الطعام والنوم معا، ذقت مرارة المظلوم، لجأت إلى الله بالدعاء وأن ينصفني.

سؤالي: هل أبحث عن هؤلاء الحساد وأنتقم منهم أو على الأقل أهددهم حتى لا يلاحقونني بذلك مستقبلا أم ماذا أفعل لتصحيح صورتي عند أهل الفتاة أو عند أناس آخرين يكونون قد سمعوا ذلك؟ هل أنا مظلوم ويحق لي الدفاع على النفس؟

أنا في حيرة من أمري وأعاني كثيرا، لي كل مقومات الزواج الناجح من بيت وعمل، أنا رجل تقي، حسن المظهر، هادئ، ناجح في عملي، ليس لي أعداء، أعامل الناس جيدا، أحب وأحترم المرأة كثيرا، لكني أعاني من العزوبية وظلم الناس، وتلطيخ سمعتي بين الناس.

أفيدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله سبحانه سوف ينتقم من الظالمين، فلا تبحث عنهم واسأل أن يكفيك شرهم بما شاء، ولا داعي للانزعاج فإن الله سوف يدافع عنك فاستعن بالله وتوكل عليه، ولا تحزن على فراق من يصدق ما يسمعه من الحساد، واعلم أن الله سبحانه جعل لكل أجل كتاب، وسوف تنال ما قدره لك الوهاب، فتمسك بما جاء في سننه، وبما ورد في الكتاب.

وأرجو أن لا تحملك إساءة الأشرار على مقابلة شرورهم بالشر وفوض أمرك إلى الله.

وحاول أن تظهر للناس ما وهبك الله من الخير، واعلم أنه لا عيب في المرض، وويل ثم ويل لمن يشمت من المريض لأنه سبحانه سوف يعافي المريض ويبتليه.

وإذا كنت -ولله الحمد- على أبواب العافية، فلست مطالبا بأن تذكر للناس رحلتك مع المرض، وعلى الناس أن يقبلوا بما يظهر لهم من أحوالك، ولا يخفى عليك أن الناس لن يجدوا إنسانا بلا عيوب، والمرض لا يعد عيبا ولا نقصا؛ لأنه من تقدير القدير، ونحن لا ننصحك أيضا بالبحث عن تاريخ الفتاة، وإنما عليك أن تعرف من دينها وأخلاقها ما يدعوك للارتباط بها، فإن نبش الماضي يجلب الأتعاب ويملأ النفوس بالخوف والظنون، ويفتح الباب للشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئا إلا بما قدره مالك الأكوان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والاشتغال بذكره والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به وأن يكف عنك الأشرار والحساد.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات