رفض الأم زواج ابنتها بدعوى أن الرجل مطلق

0 34

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنة، حاصلة على الماجستير، تعرفت إلى طبيب يبلغ من العمر 30 سنة، مطلق وعنده طفلان يعيشان مع زوجته بعد سنتين من زواجه، وقام بسرد كل تفاصيل ارتباطه وطلاقه من زوجته، وأنه من المستحيل العودة لها مرة أخرى، أنا فعلا مرتاحة جدا، وهو أيضا يحبني ولكن والدتي رافضة بسبب أنه مطلق، قلت لها: تحصل كثيرا، المهم نتأكد أن كلامه صح أم غلط، وكنت ناوية أن والده يقابل والدي ويتحدث معه؛ لأن والدتي سألت والدي هل توافق أن تتزوج ابنتنا من واحد مطلق؟ قال لها: لا. وجاءت، وقالت لي، قلت لها: بابا عندما يقعد معه ويعرف تفكيره، سيوافق عليه.

بعد أسبوع توفي والدي، ووالدتي رافضة هذا الشاب؛ لأنه متزوج، وقالت لي: والدك كان رافضا، قلت لها: والدي كان لا يعرف وجود شاب متقدم بالفعل، ولا يعرف شيئا عنه، ولو كان عرفه كان وافق عليه. فماذا أفعل؟ هل أبتعد عنه أم أجعل والدتي توافق عليه؟ مع العلم أنه طلب أن تعيش والدتي معنا إذا حصل نصيب وتزوجنا، ولو قام بالسفر للخارج قال لي: والدتك تسافر معنا لن نتركها وحدها. أم ترون أن أبتعد عنه؛ لأن والدي كان رافضا فكرة الزواج من مطلق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرحم الله والدك رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وأرجو أن يقوم بدور الأب الأعمام أو الإخوان أو الأخوال، ويجلسوا مع الرجل ويجتهدوا في التعرف إلى أحواله، والرجال أعرف بالرجال، كما أرجو أن يساعدوك في إقناع الوالدة؛ لأن المشكلة ليست في الطلاق أو عدمه، ولكن المهم هو معرفة أحوال الرجال؛ لأن فشل الإنسان مع زوجة سابقة لا يعني أنه سيفشل مع كل النساء، وإذا كان الرجل عنده دين وأخلاق، وأنت مرتاحة له وهو مرتاح لك؛ فقد اكتملت عناصر القبول وأسس النجاح بحول ربنا الكريم الفتاح.

وأرجو أن يعلم الآباء والأمهات أن الشريعة تجعل القرار النهائي بيد الأبناء والبنات، وتجعل دور الأهل دورا توجيهيا وإرشاديا فقط؛ لأنك وحدك سوف تعيشين مع الرجل وليست والدتك أو غيرها، ولكننا مع ذلك ندعوك للاجتهاد في إقناعها، مع ضرورة زيادة البر لها، وقولي لها: يا أمي إني أخشى أن أجد نفسي وحيدة -لا قدر الله- وبيني لها أنك مرتاحة للرجل، وأنه يحمل أطيب المشاعر تجاه الوالدة، فلعل ذلك يجعلها تخفف من لهجة الرفض.

وأرجو أن تجدي من الفاضلات الصالحات من تقنع الوالدة، ونحن يؤسفنا أن نقول: إن هذا الرفض إنما هو خوف من كلام الناس، ورضى الناس غاية لا تدرك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات