السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة أعيش في حالة من التعاسة الاجتماعية على الرغم من أني قد أنهيت الدراسة الجامعية، فأنا أشعر بأن حظي في هذه الدنيا قليل؛ فإلى الآن لم أتزوج، وجميع الذين تقدموا لي ليسوا على دين وخلق، مما جعلني أنا وأسرتي نرفضهم جميعا .
بالإضافة إلى أني إلى الآن لم أجد عملا على الرغم من أني قد تخرجت منذ سنتين، عندما أنظر حولي أرى صديقاتي قد تزوجت كل منهن واستقرت والتحقت بوظيفة.
أتقطع ألما على نفسي، فأنا لا ينقصني شيء من القدرة على تحمل مسؤلية الزواج ولا الالتزام بالعمل، ولا أدري لماذا يحدث ذلك معي، هل هو ابتلاء من الله ؟؟
أنا الآن في أمس الحاجة إلى زوج يقف بجانبي، لكن لا أحد يشعر بي، فلا أبي يشعر بمأساتي ولا أمي تفكر بمستقبلي، كل همها العمل من أجل المال، ولم تفكر بعمري الذي ضاع من دون زوج ولا أولاد.
هل تصدقون أني أتقطع ألما كلما رأيت أطفال أختي التي تكبرني، وأحاول أن ألعب معهم دور الأم، لكن أستيقظ على حقيقة مرة وهي أني خالتهم فقط.
لقد تعبت جدا فهذه المشاعر المكبوتة لا أستطيع الإفصاح عنها لأحد، فذلك يعتبر عيبا لا يجوز البوح به، ولكن ماذا أفعل ؟؟ لقد صبرت كثيرا ولا أمل في الخلاص مما أنا فيه.
أحاول أن أخرج هذه المشاعر التي يغص بها حلقي من خلال هذا الموقع لأني إذا لم أتكلم فسوف أنفجر.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر عن تأخر الرد ونعد أن نكون أسرع في المرات القادمة ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يحقق لك جميع آمالك، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عونا لك على طاعته ويرزقك منه الذرية الصالحة وأن يوسع رزقك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى – والله أعلم – أنك أعطيت المسألة أكبر من حجمها حتى أصبحت أكبر من الجبل ووصفت نفسك بالتعاسة وقلة الحظ، فأعطيت بذلك لنفسك رسائل وأوامر سلبية كثيرة جعلتك تعيشين حالة من الانزعاج وعدم الراحة والاستقرار وبلغ الحد أن اتهمت والدتك بعدم التفكير بمستقبلك، وكذلك والدك، وأنا حقيقة لا أدري ماذا تريدين منهما؟ هل تريدين أن يضعا إعلانا في الجرائد يطلبان لك فيه عريسا أو عملا ؟ هل تريدين أن يدللا عليك ويرمونك لأي شخص يتقدم وإن كان غير كفء؟
أختي الكريمة ريم أرى أنك أعطيتي المسألة فعلا أكبر من حجمها وأنك بذلك تعقدينها ولا تساعدين في حلها، ولذلك للمساعدة في حل هذه المشكلة عليك بالآتي:
1-بما أنك قد أنهيت التعليم الجامعي فالمفروض فيك أنك أكثر فهما لمجريات الأمور وذلك بما أعطاك الله من علم وفهم ولا ينبغي لك بحال أن تهملي هذه النعمة العظيمة ألا وهي نعمة العلم الذي قدمه الله على كل شيء.
2- أن تعلمي أن مسألة الزواج من الأرزاق التي لا دخل للإنسان فيها لأن الله كتب على كل امرأة حظها من الرجال والعكس وهذه مسألة دور الإنسان فيها محدود ولذلك عتابك وإنكار على والديك لا داعي له ولا يستحقانه لأنه ليس في أيديهما شيء يفعلانه، فلا ذنب لهما فلا تظلميهما أو تسيئي فهمهما فالزواج من أقدار الله تعالى.
3- عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يمن عليك بالزوج الصالح والذرية الصالحة وأكثري من ذلك لأنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء ويحب أن يسأل وأمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، فعليك بذلك ولا تملي حتى يقضي الله حاجتك.
4-أنت مازلت في سن معقولة فلا تنزعجي من عدم تقدم أحد إليك إلى الآن فهناك المئات من الأخوات قد تجاوزن هذا السن بمراحل وما زال يحدوهم الأمل أن يمن الله عليهم بالزوج الصالح والذرية الصالحة ويحسنون الظن بالله.
5-أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء فعليك به كما أشرت أنفا ولا تستعجلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب للعبد ما لم يدع بأثم أو قطعية رحم وما لم يستعجل، قالوا: وما الاستعجال يا رسول الله ؟ قال: أن يقول العبد قد دعوت، وقد دعوت، وقد دعوت فلم يستجب الله لي فيستمر عند ذلك ويدع الدعاء) فعليك بمواصلة عبادة الدعاء على قدر استطاعتك .
6- هل يرضيك أو يسرك أن يتقدم إليك شاب في لمح البصر ثم لا توفقين معه وتظلين تعانين بقية عمرك أم أن ما أنت فيه أفضل.
7- هل حياتك الآن أفضل أم حياة المطلقة التي ينبذها حتى أقرب الناس إليها ويتشاءم الناس منها رغم أنها قد لا تكون مذنبة أو غلطانة.
8-احمدي الله على ما أنت فيه من نعم فأنت في بيتك معززة مكرمه محترمة إذا كان ينقصك الزوج أو الأولاد فضلاك آلاف النعم التي لم تشعري بها خاصة نعمة الصحة والعافية والإسلام والستر .
9-أكثري من الاستغفار لأن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.
10- أكثري كذلك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
11-اشغلي نفسك ببعض المشاريع الدعوية كحفظ القرآن الكريم، وحضور المحاضرات، ومجالس العلم والمشاركة في الأعمال الدعوية والاجتماعية وليس ببعيد أن تتعرف عليك أخت لك في الله فتختارك لأخيها أو أحد أقاربها وما أكثر ما حدث ذلك.
12- عليك بمزيد من الصبر، واعلمي أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ونحن بدورنا نشاركك الدعاء أن يحقق الله أملك وأن توجهي لنا دعوة لحضور حفل عرسك قريبا إن شاء الله.
والله الموفق.