السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة معوقة، ولكني على قدر كبير من الجمال والأخلاق والدين، وكثيرا ما يعجب بي الناس، ولكن عندما يتضح لهم أني معاقة فإنهم ينصرفون عني، وهذا يسبب لي نوعا من الإحباط وعدم الثقة في النفس في بعض الأحيان، فماذا أعمل لكي أتخلص من ذلك الإحباط دون أن أغضب الله تعالى؟!
علما بأني متفوقة في عملي واجتماعية وأحاول أن أساعد الجميع، وأجد شكرا كثيرا من زملائي ورؤسائي وعملائي، مما يهون علي بعض الشيء، ولكن عندما نأتي لحياتي العاطفية فإنها فارغة تماما لأني أخاف أن أغضب الله وليس عندي ثقة في أحد، فكيف أتجاوز ذلك الإحباط وعدم الثقة في نفسي وفي الجنس الآخر؟!
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه سيأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي أراده الله، فاجتهدي في الشكر لله، واعلمي أن نعم الله مقسمة بين عباد الله، وقد وهبك الله نجاحات حرم منها أكثر خلق الله، فاطلبي بشكرك لله المزيد واشغلي نفسك بطاعة العزيز الحميد، وكيف لا تثق في نفسها من وهبها الله تلك الخصال وهي تجتهد في معاونة إخوانها وأخواتها؟!
وأرجو أن تعلمي أنه ليس في الإعاقة عيب، وهو ابتلاء من الله، وكثير من العظماء في تاريخنا كانوا كذلك، وها هو الشيخ ابن باز – رحمة الله عليه – يملأ الدنيا علما وفضلا ويؤسس الجامعات ويقدم النصائح للكبار والصغار، حتى انتقل إلى ربنا الغفار.
فاطردي عن نفسك هذه الوساوس، واعلمي أن مسألة الزواج قسمة ونصيب، وأن كثيرا من غير المعوقات لا يجدن فرصهن في الزواج، فالأمر إذن لا علاقة له بما تتصورين ولكنه بتقدير الله، فأكثري من اللجوء إليه.
واعلمي أنه ليس كل متزوجة سعيدة؛ لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، والنجاح في تحقيق النفع للآخرين وحسن التواصل معهم من أكبر وأهم ما يجلب السعادة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.