كثرة التجشؤ والأصوات الصادرة من البطن نتيجة تجمع الغازات

0 608

السؤال

السلام عليكم

أعاني من انتفاخ البطن والغازات وخروج الريح، وسماع أصوات وقرقرة في البطن، وتجشؤات كثيرة من الفم، فما الحل المناسب؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الغازات في البطن هي من الأعراض التي يشكو منها كثير من الناس، فكلنا نعاني من بعضها بين الحين والآخر، ونتخلص منها عن طريق التجشؤ أو إخراج ريح، ويخرج الإنسان بشكل طبيعي ريحا حوالي (14) مرة في اليوم.

وأهم أعراض الإصابة بالغازات هي التجشؤ والانتفاخات المعوية والمغص، ولكن قد لا يشعر كل الأشخاص بنفس الأعراض، فالأمر يعتمد على كمية الغاز المنتجة ومدى تحمل الشخص لوجود غازات في أمعائه، ولا تعد الإصابة بالغازات وأعراضها مرضا مزمنا إلا في حالات نادرة، أو عند إنتاج الغاز بكميات كبيرة، أو كمضاعفات في بعض الأمراض.

وتتكون الغازات المعوية من ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين، وفي بعض الأحيان الميثان، وفي الأساس يكون هذا الخليط الغازي عديم الرائحة، ولكن تأتي رائحته غير المستحبة بسبب بكتيريا الأمعاء الغليظة التي تنتج كميات صغيرة من غاز الكبريت الذي يتحد مع الهيدروجين مكونا غاز كبريتيد الهيدروجين ذا الرائحة الكريهة.

وعلى الرغم من أن وجود الغازات في أمعائنا أمر طبيعي وشائع للغاية ونصاب به جميعا إلا أنه قد يكون غير مريح ومحرج أيضا في بعض الأحيان، ولعلاج الغازات يجب معرفة سبب تكونه، وهي:

1- بلع الهواء: وهو من أكثر الأسباب شيوعا، ويفعل الجميع ذلك دون الانتباه لذلك وهم يتناولون الطعام والشراب، ويلتهمونه بسرعة، وكذلك مضغ العلكة (اللبان) والتدخين وشرب المشروبات الغازية من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء أيضا.

وتحاول المعدة جاهدة أن تساهم في تقليل الغازات بأن تقوم بطرد معظم الهواء الذي تم بلعه عن طريق التجشؤ، وما يتبقى فإنه يعبر المعدة إلى الأمعاء الصغيرة، حيث يمتص جزئيا هناك، وتبقى بعد ذلك كميات صغيرة يتم إخراجها من الأمعاء الغليظة.

2- عدم هضم وامتصاص بعض الكربوهيدرات: حيث لا يستطيع الجسم هضم بعضها مثل السكريات والنشويات والألياف الموجودة في الكثير من الأطعمة؛ بسبب نقص أو غياب إنزيمات معينة، وهذا الطعام الذي لم يهضم يكسر في الأمعاء الغليظة بواسطة بعض البكتيريا المسالمة، مما ينتج عنه غاز الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، والميثان عند ثلث الناس تقريبا، وفي النهاية تخرج كل هذه الغازات من القولون.

وأما الأطعمة التي تؤدي إلى تكون غازات عند شخص ما، فلا تكون بالضرورة غازات عند آخر، هذا لأن بعض البكتيريا في الأمعاء الغليظة يمكنها تكسير غاز الهيدروجين المنتج من البكتيريا الأخرى، ومدى التوازن بين هذين النوعين من البكتيريا هو الذي يفسر لماذا يعاني بعض الناس من الغازات أكثر من البعض الآخر.

هذا بالإضافة إلى أن العادات الغذائية تؤثر أيضا بشكل مباشر على كمية الغازات الناتجة، فالكربوهيدرات تنتج غازات أكثر عند هضمها مما تنتجها البروتينات والدهون مثلا، ومن الأطعمة المسببة للغازات:

أ- السكريات: حيث يحتوي الفول والفاصوليا واللوبيا والبقوليات عموما على كميات كبيرة من السكر المركب، كما أنه يوجد أيضا - ولكن بكميات أقل - في الكرنب والبروكلي والهليون والقمح والحبوب الكاملة غير المقشرة، وبعض الناس يحصل عندهم غازات من الحليب ومشتقاته ومنتجات الألبان كالزبادي والجبن والآيس كريم وخلافه، بسبب نقص خميرة اللاكتاز التي تقوم باستقلاب حليب اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته.

والعديد من الناس خاصة من ينحدرون من أصول آسيوية أو إفريقية أو أمريكية أصيلة يعانون بطبيعتهم من انخفاض مستويات إنزيم اللاكتيز المسئول عن تكسير سكر اللاكتوز، ومن ثم هضمه، كما أن هذا الإنزيم يقل تدريجيا مع التقدم في العمر، وكنتيجة لكل ما سبق، فإن العديد من الناس يشعرون بتزايد في الغازات بعد تناول أطعمة محتوية على سكر اللاكتوز، ومنها مشتقات الحليب ما عدا اللبن الرايب (الروب).

ب- النشويات: فالبطاطس والذرة والمكرونة والقمح تنتج غالبا الغازات المعوية عندما يتم تكسيرها وهضمها في الأمعاء الغليظة، ويستثنى الأرز من القاعدة على اعتبار أنه الوحيد من بين النشويات الذي لا يسبب الغازات.

وأكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية وتناول الأدوية وبعض الأعشاب وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان، والعديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفات طبية لصرفها متوفرة لعلاج الأعراض الناشئة عن زيادة الغازات، ومنها الدسفلاتيل والفحم، وهناك بعض مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات عادة.

وطهي الطعام الجيد خاصة البقول كالفول والبازلاء يقلل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ، وإضافة إلى ما سبق فإنه ينصح المرضى الذين يعانون من انتفاخات البطن بالإكثار من تناول الخضراوات الطازجة خاصة الورقية منها، مثل: ورق الخس، والبقدونس، والكرفس، وغيره، والإكثار من شرب الماء بحيث لا تقل الكمية المتناولة عن لتر يوميا، فذلك يساعد على ذهاب الانتفاخ ويقلل من حدة الإمساك إن كان موجودا، وتناول الأعشاب والزيوت التي تساعد على تقليل الإمساك، مثل زيت الخروع، والشعير، والعرقسوس.

وكذلك استخدام حبوب الكربون التي تعمل على امتصاص الغازات بشكل كبير، وتناول الأعشاب التي تساعد على انتظام الهضم، مثل: الزنجبيل، وجوزة الطيب، وبالتالي تقلل من حدة الانتفاخ، والإكثار من المشي، والحركة، والنشاط، فهي من العوامل المساعدة على تجنب الإمساك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات