السؤال
لقد تقدم لخطبتي شاب متدين جدا وذو أخلاق رفيعة، وقد رفضه أهلي لأنه خريج معهد وليس كلية، وأنا مهندسة، علما أني ولله الحمد متدينة ومحجبة وملتزمة بالزي الإسلامي، وهو يستطيع أن يكمل دراسته ويكون مهندسا، لكن أهلي رفضوه وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ لأني أفكر في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...) وهو حسن الدين والأخلاق، فأشيروا علي يا أهل الدين، وقد صدق رسول الله إذ قال: (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba82 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن رفض أهلك لصاحب الدين ليس في محله، والأسباب المذكورة لا تبرر الرفض، وليس لأحد أن يمنع فتاة من الزواج إذا رضيت بصاحب الدين، وشريعة الله تجعل دور الأسرة إرشاديا وتوجيهيا فقط. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزوج البكر حتى تستأذن، ولا الثيب حتى تستأمر)، وأرجو أن يعلم كل الآباء والأمهات أنهم قد ينجحوا في اختيار ثوب أو طعام لأبنائهم وبناتهم ولكنهم قد لا يوفقوا في اختيار شريك الحياة؛ وذلك لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
وإذا وجدت في نفسك ميلا إلى الشاب فأرجو أن تطلبوا مساعدة الفضلاء الكرام من محارمك، مع ضرورة أن يكرر الشاب طرق الباب، "ولابد لمكثر الطرق للأبواب أن يلجا".
ونحن نشير عليك بالتمسك بصاحب الدين والأخلاق، وندعوك إلى إدارة هذه الأزمة بالحكمة والهدوء، مع ضرورة معرفة الأسباب الحقيقية لرفضهم، وأرجو أن تعلمي أنهم في الغالب يقصدون مصلحتك ولكنهم قد يكونون مخطئين، فالتمسي لهم الأعذار، وتوجهي إلى الواحد القهار، واحرصي على طاعته في الليل وفي النهار.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.