السؤال
فسخت خطبتي على فتاة متحجبة لحبها وشغفها بالزينة "المكياج" آخر مرة خيرتها إما أنا أو المكياج، فقالت: الاثنين، ثم عادت وقالت بأنها لا تستطيع الاستغناء عني، وإنني أغلى ما عندها، راجية من رب العزة أن يهديها إلى سواء السبيل، ومع ذلك فسخت خطبتي عليها، فهل تراني تسرعت في أخذ القرار?!
علما بأنها وإخوتها قد تطاولوا وتجاوزوا حدودهم معي ومع والدتي إثر إخباري إياها بفسخ الخطبة، فما رأيكم شرعا في الموضوع؟
علما بأنني أحببتها وأحبتني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المرأة جبلت على حب التزين، ولا تلام على ذلك إلا إذا تزينت لغير زوجها ورأى زينتها من هم ليسو من محارمها، أما إذا كانت زينتها أمام زوجها ونسائها ومحارمها فلا لوم في ذلك.
ولا شك أن تصرفك لا يخلو من التسرع، خاصة مع اعترافك بمحبتها والميل إليها، ونحن في الحقيقة نحرض المسلمات المتزوجات على الاهتمام بالماكياج والزينة حتى يتحقق لهن ولأزواجهن العفاف؛ لأننا في عصر الفتن والشهوات والتبرج.
أما ما حصل منها ومن أهلها بعد فسخ الخطوبة فأرجو أن تلتمسوا لهم الأعذار؛ فإن وقع الخبر عليهم من الصعوبة والخطورة بمكان، كما أن القرار يمس سمعتها وسمعة أسرتها، والإنسان لا يرضى مثل هذا لأخته أو لابنته أو لعمته فكيف يرضاه لبنات الناس.
ولا شك أن فسخ الخطوبة أمر صعب على كل فتاة، خاصة إذا لم تكن الأسباب واضحة ومقنعة، وأحسب أن الأمر يحتاج إلى مراجعة، مع ضرورة إيقاف التوتر الحاصل بين الأسرتين.
وأرجو أن يعلم الجميع أن من حق أي إنسان أن يوقف مشوار الخطوبة ولكن ليس من حق أحد أن يشين للطرف الآخر، وشريعة الله تقول:
((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان))[البقرة:229]، والتسريح بإحسان هو الفراق الذي لا تعقبه شتائم ولا فضائح، وأنتم جميعا من أهل الإسلام، والمسلم يحتكم لشريعة الله العالية.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله مع ضرورة التعامل مع الوضع بالحكمة، ونسأل الله أن يقدر لك ولهذا الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق.