القسوة على الزوجة حال الغضب

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي لا تريدني أن أقسو عليها بالكلام، ولكني لا أقسو عليها إلا حين أغضب منها، فما الحل عندكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فرفقا – يا أخا الإسلام – بالقوارير، وتلك وصية رسولنا النذير البشير، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يبعد عنك الغضب والتقصير، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك والإخوان.
وأرجو أن تعلم أننا مطالبون بحسن عشرة النساء، قال تعالى: (( وعاشروهن بالمعروف ))[النساء:19]، والمعاشرة الحسنة لا تكتمل إلا ببذل الندى، وكف الأذى، والصبر على الهفوات والجفى، وليس الأمر كما يظن كثير من الناس ممن يظنون أن المعاشرة الحسنة هي حسن التعامل فقط.

وقد ذكر العلماء أن المعاشرة الطيبة لا تكتمل إلا بالصبر على الأذى، وقد احتمل النبي صلى الله عليه وسلم من زوجاته بل زاد على ذلك فعاملهن باللطف، حتى كان يقول لعائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاه: (والله إني لأعلم إن كنت عني راضية وإن كنت غضبى. فقالت: وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ فقال: أما إذا كنت راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإن كنت غضبى فإنك تقولين لا ورب إبراهيم. فقالت: أجل يا رسول الله، والله ما أهجر إلا اسمك). ومعنى كلامها أن حبه في قلبها لا يقل بل هو ثابت لا يتغير.

ولا يخفى عليك أن الغضب من الشيطان، وأن المسلم إذا غضب عليه أن يتعوذ بالله من الشيطان ويذكر ربه الرحمن، ويهجر المكان، ويغير هيئته ويسكت، فإذا لم يذهب الغضب توضأ وصلى لله، وأرجو أن تقول لزوجتك ما قاله أبو الدرداء لزوجته ليلة بنائه بها: (إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب).

ولا شك أن الحياة تحتاج إلى صبر، وعاقبة الصبر طيبة وهو نصف الإيمان، وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه: (وجدنا أطيب عيشنا في الصبر).
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالإحسان إلى الزوجة والصبر عليها، فإنها أسيرة عندك، وقدوتك في ذلك هو رسولنا صلى الله عليه وسلم القائل: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يصلح ذات بينكم وأن يؤلف على الخير قلوبكم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات