السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع إباحية على الجوالات، وبعض الصور التي فيها تشبه بعض الناس مما يسبب الشك حولهم، وقد تعرضت لمثل هذه المشكلة حيث ظن الناس أنني منهم، وقد روج ذلك بعض الناس ممن لدي معهم مشاكل، فصدقها بعض الناس وكذبها بعضهم، والله يعلم أني بريء، فماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أهل الإفك لا يخلو منهم زمان ولا مكان، وهم جند وأعوان للشيطان، فتوكل على مالك الأكوان، وتمسك بخصال الخير والإيمان، واعلم بأن الحق ظاهر للعيان، ونسأل الله أن يحفظك وأن يصرف عنك كل خوان، ومرحبا بك في موقعك بين الآباء والإخوان.
ولا شك أن نشر المقاطع الإباحية من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وقد توعد الله من يحب ذلك ويساهم فيه ويأنس به بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون))[النور:19].
وإذا كنت بريئا فلن يضرك ما يفعله الأشقياء، وسوف يرتفع قدرك عند رب الأرض والسماء، فاصبر عند البلاء، وابتعد عن صحبة السفهاء، وأدخل نفسك في زمرة الأتقياء.
وأرجو أن تظهر أخلاقك الفاضلة لعباد الله، وكم هو سعيد من يشتغل بما يرضي الله، وأبشر فإن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، وقد بشر من يحرصون على طاعته ورضاه بقوله: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))[مريم:96]، وعليك بما ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه المأثور: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، وأيضا: (اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي لطاعتك)، وعليك بما ورد في القرآن: ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب))[آل عمران:8].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يدفع عنك كيد الخائنين، وأن يحشرنا وإياك في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وبالله التوفيق.