أعراض القولون العصبي وكيفية التعامل معها وعلاجها

0 570

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من فترة طويلة من انتفاخ في البطن من الغازات وعند خروجها أحس بارتياح، وأيضا أشعر بضيق في النفس وكأن بي زكاما حيث يخرج مخاط في معظم الأوقات، وآلام في مناطق مختلفة من الرأس وأيضا الجسم، وأحيانا مثل النمل ويذهب، وعندما أحس بانتفاخ وآلام في صدري يرتفع عندي ضغط الدم! وعند تناولي العلاج للانتفاخ يرجع ضغطي طبيعيا وأنا دائما قلق ولا أعرف السبب! لو صارت لي مشكلة صغيرة أفكر فيها بشدة وأتصور عواقبها كبيرة.

عندما أمشي وأنشغل بشيء آخر أحس أني إنسان طبيعي ولا أحس بأي آلام ولا أي شيء، عملت فحوصات كثيرة ولا يوجد أي شيء، قال لي الأطباء عندي قولون عصبي، أخذت علاجات وتحسنت، وقبل ثلاثة أسابيع زادت الآلام والانتفاخات وأحس بمثل الدوخة البسيطة ونغزات ( قرصات) في الصدر، وتزيد علي هذه الآلام وقت الراحة أوقات الظهر ووقت النوم بالليل وعند المشي وتجاهل الآلام أحس بارتياح لكن سرعان ما أرجع لنفس الحالة، عمري 33 سنة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

واضح أنك تعاني من القلق والتوتر، وكثيرا ما تزيد أعراض القولون العصبي مع التوتر والقلق النفسي.

القولون العصبي ينجم عن اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك.

هذا المرض يتميز بأنه لا يكون في المريض خلل أو اضطراب عضوي، أي أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، وإنما هي ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات واضطراب في حركة الأمعاء، ومن أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالبا ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره.

تتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات وفي فترات استقرار الحالة النفسية.

من ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواع معينة من الأغذية والأطعمة كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر.

لا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء أخرى من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجدي أي سبب آخر، ومنها:

1- شعور بالإرهاق والتعب العام.

2- شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
3
- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر.

4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

تفهم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

مهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك، ولا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعد على تحملها، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.

بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان قد تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال أو اللبراكس، وكثيرا ما نلجأ لإعطاء عدة أدوية مع بعض، مثل إعطاء (دسباتالين) للتقلصات مع (دسفلاتيل) للغازات مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية حتى تتحسن الحالة، والاستمرار عليها ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

أما المخاط فقد يكون سببه إما التهاب أنف تحسسي أو التهاب في الجيوب وهذا كثيرا ما يترافق مع نزول البلغم في الليل إلى الحنجرة مما يسبب الشعور بالسعال والبلغم في الصباح؛ لذا تحتاج لمراجعة طبيب الصدر أو طبيب الأذن والأنف والحنجرة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات