السؤال
أعاني منذ سنة من آلام في أعلى الظهر قال الطبيب: إنه احتكاك بين الفقرتين (5و6)، ولكنني أشك بالديسك؛ لأن الألم يكون متركزا في منطقة الفقرتين ويمتد إلى اليمين واليسار، وإذا نمت على أحد جانبي تتخدر يداي، وأحس بألم حتى في أصابعي، كما أحس بثقل في كفي، وأحيانا غصة في المكان المقابل للفقرتين من الصدر، وحتى عضلات الصدر تؤلمني، وعند تحريك مفاصلي (ركب رقبة) أحس بطقطقة، وفي بعض الأحيان أجد صعوبة في حمل الأشياء البسيطة.
أستخدم كيس الماء الحار على الألم وبعض المساجات تشعرني بالراحة لفترة قصيرة، علما بأنني في فترة ما قمت بحمل أشياء ثقيلة لكن لم أشعر بهذه الآلام فجأة، فهل أنا مصابة بالديسك أم لا؟ وما هو العلاج المناسب؟ علما بأن عمري (37) سنة، وهل تزيد العلاقة الزوجية من شدة الحالة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كان الألم الذي تشتكين منه في أسفل الرقبة (غير واضح من كلامك هل هي أسفل الرقبة أم أعلى الظهر وهو المنطقة الصدرية) فإن أكثر الأسباب للآلام في منطقة أسفل الرقبة هي شد العضلات في هذه المنطقة، وهو شائع جدا أكثر بكثير من الانزلاق الغضروفي، وهو يأتي نتيجة الوضعيات غير الصحية، والتوتر، والنوم غير الصحي، والجلوس فترات طويلة أمام الكمبيوتر أو في العمل في وضعيات مجهدة، أو نتيجة التفكير والتوتر والقلق، وتزيد هذه الآلام مع حركة الرقبة وفي نهاية النهار.
أما آلام المنطقة الصدرية، فإن هذا الألم يزيد مع تحريك الكتفين إلى الأمام وإلى الاتجاه المعاكس، وهي توضع بين لوحي الكتف وهذه لا تسبب أي تنميل.
إن كان التنميل يحصل في راحة الكف ويؤثر على الإبهام والسبابة والأصبع الوسط ونصف الخنصر ولا يوجد تنميل في خلف اليد، فهذا من الضغط على العصب الوسط عند الرسغ والذي يحصل أثناء النوم، أما إن كان في أصبع أو أصبعين وفي راحة اليد وفي السطح الخلفي للأصابع فهذا عادة ما يكون سببه ضغط جر العصب في الرقبة، إما من بروزات عظمية أو دسك.
ولمعرفة إن كان هناك دسك أو لا، فيجب أولا القيام بالفحص الطبي، والذي قد يعطينا فكرة إن كان هناك ضغط على جذر العصب، وهذا ما يشير إلى وجود دسك أو بروزات عظمية، وقد نحتاج أحيانا للطنين المغناطيسي للتأكد من وجود دسك.
العلاقة الزوجية عادة لا تؤثر على مثل هذه الآلام، إلا إذا كان هناك توتر أثناء هذه العلاقة.
الماء الساخن مفيد ويريح العضلات المتشنجة، إلا أن ما تحتاجين إليه أيضا هو مراقبة وضعية الرقبة والوضعية الصحيحة، وعمل تمارين لتمديد العضلات المتقلصة وتقويتها.
أما الطقطقة، فإن لم تكن مترافقة مع ألم فليس لها دلالات مرضية، وسببها حركة الأوتار والأربطة على بروزات عظمية، أما إن كانت مترافقة مع ألم فعادة ما تشير إلى احتكاك في المنطقة نتيجة الخشونة التي تحصل بين العظام في المفاصل.
وبالله التوفيق.