ظلم الزوج لزوجته الثانية وعدم إعطائها حقها وكيف تتعامل الزوجة مع هذا الواقع.

0 520

السؤال

السلام عليكم.

زوجي يتجاهلني كثيرا، وقد حاولت معه كثيرا أن ينفذ شرع الله، ولكنه في كل مرة يقول أن بيته الأول أهم لأن به أولاده، ولم أطلب منه العدل ولكني أطلب منه حقي كزوجة، وعندما أطلب منه مالا يقول لي: أنت تعملين حاليا.

علما بأنه غني، ويعلم الله أني أحبه وأتمنى أن أكون زوجة صالحة، لكن كيف أكون كذلك وهو يسيء معاملتي ويتجاهلني، وأثناء إجازاته لم يزرني سوى سبع مرات خلال أربعة أشهر، وكل إجازة على هذا الحال، وتكون كل الاتصالات من جانبي، وعندما واجهته عنفني، فساعدوني كي أحتفظ بزوجي، وماذا أفعل؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يعينه على العدل بينك وبين أختك، وأن يجعله زوجا بارا بك محسنا إليك لا يقصر في حقك.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن الزوجة الثانية عادة ما تكون ضحية في معظم الأوقات، خاصة إذا كان الرجل قد تزوج قبلها بفترة طويلة وله أولاد كثر وكانت الزيجة الثانية قد جاءت في ظروف غير طبيعية، وعادة ما ينظر الزوج إلى الزوجة الثانية على أنه لا حق لها، وبذلك يفعل معها كما يفعل زوجك معك غالبا، وهذا ظلم بين حتى وإن كنت موافقة عليه؛ لأنه يخالف شرع الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن الرجل الذي يتزوج امرأتين ولا يعدل بينهما يجيء يوم القيامة وشقه مائل.

ولذلك فإن قرار الزواج منك لعله لم يكن موفقا، وكان الأولى به أن لا يتزوج لأنه لابد أن يعدل وأن يعطيك حقك، وكونك لا تطلبين العدل وإنما المراعاة والمتابعة فلا أقل من أن يزورك كل أسبوع مرة، بشرط أن تكوني موافقة على ذلك، وإذا كنت راضية بهذا الأمر فإن الله تبارك وتعالى سيجزيك خيرا على صبرك على هذا التجاوز الذي لا يقره الشرع، وإذا لم تكوني راضية فمن حقك أن تتكلمي، ولا يلزم أن تقولي له (طلقني) وإنما لابد من التفاهم حول هذا الأمر، وإذا لم يقبل كلامك فمن الممكن أن تدخلي بعض الصالحين من أهل الفضل والخير ليفهم الرجل حقك الشرعي.

وينبغي أن يعلم الرجل أن المرأة تتزوج لكي تحصن فرجها وتغض بصرها ولكي يحتويها زوجها وينفق عليها، فإذا لم يكن كذلك فلا فائدة من ذلك الزواج ومن حقك أن تطلبي العدل ما دمت زوجة شرعية بطريقة صحيحة وفق الكتاب والسنة، وإذا كان عاجزا عن العدل فلماذا تزوج!! فطالبي بحقك، ولكن هذا يتوقف على رغبتك في الاحتفاظ به، فإذا كنت حريصة على أن يظل معك وتحتفظين به فهذا من حقك، ولكن قدمي تنازلات معقولة، وحاولي أن تضعي معه حدا لذلك فهذه المدة الطويلة مرهقة بالنسبة لك، خاصة أنك تقيمين بعيدا عنه.

وإذا كان كلامك أصبح لا يجدي معه نفعا ولا يأتي بنتيجة فاستعيني ببعض أقاربك الذين يحترمهم لكي ينصحونه، وإذا لم يستجب وأردت أن تحتفظي به فاصبري على ما أنت عليه، وفوضي أمرك لله سبحانه وتعالى، ولابد للإنسان إذا أقبل على قرار كقرارك هذا أن يكون على مستوى المسئولية وإلا فلا يقبل عليه؛ لأن هذا الوضع الذي ذكرته وضع لا يرضي الله تعالى وأنت متألمة منه.

وثقي وتأكدي بأن الأمر بيد الله، ولا تخافي أنك إذا صارحته أن يطلقك؛ لأن هذا لو أراده الله لكان مهما حاولت، ولو أراد الله أن تبقي فستبقين مهما كانت أخلاقك، فاستعيني بالله وصلي ركعتين بنية قضاء الحاجة، وتوجهي إلى الله بالدعاء وكلميه لعل الله أن يصلحه، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، واعلمي أن الله عز وجل يحب الملحين في الدعاء، فاجتهدي في الدعاء وأبشري بفرج من الله قريب، نسأل الله عز وجل أن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يعينه على إعطائك حقك الشرعي، وأن يجمع بينكما في الدنيا والآخرة على خير، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات