كثرة الأحلام المزعجة والتفكير الدائم في الموت وتأثيرها على الحالة النفسية

0 623

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تداهمني الأحلام المزعجة دائما، وقد بدأت تهدم حياتي بالهم والحزن والتفكير فيها، وبدلت حياتي إلى هم، وأشعر أن حياتي بدأت تنهدم بكثرة ذكر الموت، فماذا أفعل؟!

وفقكم الله لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأحلام المزعجة كثيرا ما تكون ناتجة عن القلق النفسي ومن سوء الصحة النومية، وأما كثرة ذكر الموت فإنها ليست بشيء سيئ؛ فالإنسان لابد أن يذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات؛ لأنه حين يذكره بقناعة ويقين فسيكون أكثر استعدادا للموت، فالموت هو حقيقة ولا شك فيه.

وأتفهم ما تقصده أن هذا الأمر قد سبب لك شغلا وسبب لك خوفا، وأقدر أن ذلك فيه شيء من القلق؛ ولذا فسوف أوجه إرشادي لك بالصورة التي تقلل من القلق لديك عامة وتحسن من صحتك النومية.

فعليك أولا: أن تتجنب النوم في أثناء النهار، ولا أعرف إن كنت تنام في أثناء النهار أم لا، ولكن هذا الإرشاد ضروري لتحسين صحتك النومية وتزول عنك هذه الأحلام المزعجة، ولا مانع من القيلولة الشرعية، وهي مجرد استرخاء تكون مدتها نصف ساعة إلى خمسة وأربعين دقيقة.

ثانيا: عليك أن تتجنب تناول طعام العشاء في وقت متأخر، ولابد أن يكون طعام العشاء خفيفا وفي وقت مبكر، وتتجنب الأطعمة الدسمة.

ثالثا: عليك بممارسة الرياضة، وهذا أمر ضروري جدا، فالرياضة تمتص الطاقات السلبية، وتؤدي إلى بناء طاقة نفسية إيجابية تساعد في النوم وتقلل قطعا من هذه الأحلام المزعجة.

رابعا: عليك الالتزام بأذكار النوم، وهذا أيضا مهم وضروري.

خامسا: عليك أن تثبت وقت النوم الليلي، والنوم الليلي هو النوم الصحي، وحين أقول لك: تثبت وقته، بمعنى: أن يكون لك نظام متبع؛ لأن بعض الناس يذهب للنوم في أوقات مختلفة، أحيانا الساعة الواحدة صباحا، وأحيانا الساعة العاشرة مساء وأحيانا التاسعة مساء، فهذا ليس بأمر جيد، فالإنسان له ساعة بيولوجية، وهذه الساعة هي التي تنظم النوم، وحين ينتظم النوم تتحسن الصحة النفسية لدى الإنسان.

سادسا: لا تحك هذه الأحلام، واسأل الله أن يصرفها عنك وقل: (اللهم إني أعوذ بك من سيء الأحلام وأسألك خيرها)، وحين تحلم حلما سيئا فطبق ما ورد في السنة، وهو أن تتفل – أو تنفث – عن يسارك ثلاث مرات، وتعوذ بالله من شره وسل الله خيره، ولا تحكه لأحد، وإذا طبقت هذه الإرشادات وما قبلها من إرشادات سوف تختفي هذه الأحلام.

وإذا أتاك حلم مزعج وكنت تستذكره وكانت نهايته سيئة، فأرجو أن تدخل على نفسك أفكارا جديدة تكون خاتمة الحلم فيها سعيدة، بمعنى: إذا استذكرت الحلم وكانت خاتمته سيئة وقبيحة، فحاول أن تتذكر الجزئية الأولى في الحكم واتركها كما هي، ولكن بعد ذلك أضف من نفسك خاتمة سعيدة للحلم، فهذا أيضا وجد أنه يساعد كثيرا.

وسأصف لك أحد الأدوية التي تساعدك إن شاء الله في أن تنتهي هذه الأعراض بصفة دائمة بإذن الله تعالى، والدواء الذي سوف أصفه لك يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو عقار مضاد للقلق والتوتر في الأصل ويعالج المخاوف عامة ويساعد بدرجة كبيرة في زوال هذه الأعراض التي تعاني منها، وهو دواء ليس إدمانيا وغير تعودي، وليس له أي آثار جانبية سلبية، ولكنه يتطلب منك الصبر في تناول الجرعة.

فابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراما) لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام (حبتين) في اليوم، ويفضل أن تتناولها ليلا، تناول هذه الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناوله.

وبتطبيقك للإرشادات السابقة وتناولك للدواء الذي وصفته لك سوف تجد أنك أصبحت على ما يرام، وأن صحتك النفسية قد أصبحت جيدة وممتازة، وكذلك نومك، وقلت المخاوف، وانتهت الأحلام المزعجة إن شاء الله.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي للكوابيس في الاستشارات التالية: (2744 - 274373 - 277975) والخوف من الموت: (261797 - 263659 - 263760 - 272262 - 269199)، نسأل الله أن يفرج عنك همومك ويذهب أحزانك وأن يشرح صدرك وييسر لك أمرك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات