السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الإفادة أو النصيحة.
في بداية زواجي كانت زوجتي تحدثني عن أخيها بكل موضوع نتكلم به تدخله بالموضوع، وتتكلم وكأنه لا يوجد رجل غيره!
ومع كثرة كلامها عنه بدأت معاناتي! بدأت غيرتي الكبيرة منه حينما أجد اتصاله على جوال زوجتي يجن جنوني.
وبدأت المشاكل بيننا، وبعد فترة قالت لي إنها كانت تكذب بكل شيء قالت عنه وإنها كانت تبالغ بحديثها عنه فسألتها لماذا؟ فقالت لكي أنتقم منك! لأنه كان لي علاقة سابقة بفتاة قبل ارتباطي بها.
رغم أني تائب، وأحب زوجتي كثيرا، وإلى الآن وغيرتي منه في قلبي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله - تبارك وتعالى - أن يبارك لك في زوجتك، وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يصرف عنكما كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبا وإياك كيد النساء فإن كيدهن عظيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أن زوجتك كانت تحدثك كثيرا عن أخيها بكل موضوع تتكلمون فيه وتدخله في الموضوعات وكأنه لا يوجد رجل غيره، حتى أدى ذلك إلى غيرتك الكبيرة منه لاعتقادك أن زوجتك فعلا تقدمه عليك، وأنه عندها هو رقم واحد، إلى غير ذلك من الأمور التي قد تحدث معك ومع غيرك، فهذا أمر طبيعي عندما يرى الإنسان زوجته وحبيبته تتكلم حتى عن أبيها أو عن غيره بطريقة تشعره بأنه أفضل منه فإنه قد يقع في نفسه شيء.
ولكنها بعد فترة قالت بأنها كانت تكذب عليك وأنها كانت تنتقم منك لارتباطك بعلاقة سابقة قبل زواجك منها، رغم أنك الحمد لله قد تبت من ذلك وتحب زوجتك في نفس الوقت كثيرا.
إنها أرادت أن تثير عندك الحافظة وأن تشعرك بأن هناك تحديا يواجهك، ولكن هي في نفس الوقت أيضا يدلها هذا الموقف على أنها فيها خير وأنها امرأة فاضلة؛ لأنه يكون الأمر حقيقة يصيب بالجنون إذا كانت تتكلم مع شخص آخر غير أخيها، أو إذا كانت تحدثك عن شخص آخر أجنبي، ولكنها تعلم بأنها امرأة فيها خير وأنك رجل - بفضل الله تعالى - لا تقبل الدونية في دينك ولا في أهلك، ولذلك كانت تتحدث عن أخيها، وقطعا الحديث عن أخيها حديث عن المشروع، فإن امرأتك تتباهى بأخيها وتتكلم عنه لزوجها، فهذا أمر عادي، ولكن المبالغة في الكلام هي التي أدت إلى وجود هذه الغيرة.
ولذلك أنا أقول - بارك الله فيك – أنت تحاول الآن - جزاك الله خيرا – أن تضع الأمر في نصابه، وأن تجتهد في أن تخرج من قلبك هذه الغيرة التي وضعتها على نسيبك؛ لأنه لا ذنب له ولا جريرة، وهذا أمر حاكته امرأتك ضدك لتنتقم منك، أما هذا الرجل المسكين لا يعلم عما يدور بينكما شيء.
اجتهد - بارك الله فيك – في الدعاء له، إذا كنت أحيانا تكلمت في بعض الكلام الذي يوهم الانتقاص من شأنه، واجتهد - بارك الله فيك – في أن تدعو الله تعالى أن يعافيك من هذه الغيرة، وأن يعيد إلى صدرك سلامته التي كانت عليه قبل هذه الأحداث، وأن يرزقك محبة هذا الرجل؛ لأنه خال أولادك قطعا وهو يعتبر بالنسبة لك ولي أمر امرأتك على اعتبار أنه من أرحامها الكبار.
لذا أقول - بارك الله فيك – اصفح عما بدا من امرأتك، فإن الذي دفعها إلى ذلك إنما هو غيرتها أيضا عليك، فهي من شدة غيرتها عليك افتعلت هذا الكلام الذي لا أصل له، وأنت أيضا من شدة غيرتك عليها غرت عليها من أخيها حتى أصبحت عندما تجد رقمه في هاتف امرأتك، تغضب.
إذن كلاكما عالج الأمر من باب الغيرة الشديدة التي ملأت قلبكما، وعلاجه:
الآن امرأتك تعرف أنك - الحمد لله والمنة - رجل تائب وأنك ليس لديك هفوات ولا نزوات، وهذا في حد ذاته كفيل - بإذن الله تعالى – بأن يمحو من ذاكرتها هذه العلاقة القديمة التي كانت موجودة، خاصة وأن موقف المرأة ليس شرعيا؛ لأن هذه مسألة كانت قبل زواجك منها، وهذا لا يقلل من شأنها ولا يمثل أي اعتداء عليها، ولكنها غيرة النساء، فالمرأة قد تغار حتى من أم الرجل إذا وجدت الواحد منا يضع رأسه مثلا في حجر أمه لكي تداعب مثلا خصلات شعره أو يقبل يدها أو يحاول أن يتودد إليها قد تأتيها الغيرة، ولذلك بعض الأخوات تقول لا تفعل هذا مع أمك أمامي، رغم أنها أمه ورغم ذلك هي تغار من شدة تعلقها بزوجها تريد أن يكون لها وحدها.
كذلك أيضا نفس الشيء، فأنت الآن أيضا تغار من أخي زوجتك وهو أخوها قطعا، يعني هذا محرمها الأول بعد أبيها، وقطعا هذا له حق كبير؛ لأنها قبل أن تعرفك عرفته، ورغم ذلك أدى موقفها والكلام الكثير عليه إلى أن تغيرت نفسيتك عليه تغيرا كبيرا، ولذلك أقول:
كلاكما ضحية هذا الكيد الشيطاني، وما عليكما الآن إلا أن تستغفرا الله تعالى وتتوبا إليه، وأن تجتهد - بارك الله فيك – في الدعاء لأخيك هذا بظهر الغيب أن يكرمه الله تبارك وتعالى وأن يعفو عنك ما وقع من تقصير في حقه، وأن تجتهد أيضا بالدعاء أن يجعل الله بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يغفر لزوجتك أيضا هذا التصرف الشيطاني، وأن يغفر لك ما سلف من ذنوبك، وأن يجمع بينك وبين أهلك على خير.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.