حالات القلق التحولي وأعراضها الجسدية وعلاجها

0 576

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي عمرها 15 عاما، أصبحت منذ فترة تتعرض لحالة متكررة، وهي نخزات في القلب وضيق في التنفس وبعد ذلك خذلان في الأرجل وتشنج في اليدين، ثم تغيب عن الوعي لمدة دقيقة، وبعدها تصحو وكأن شيئا لم يكن، علما بأننا قد عملنا لها جميع الفحوصات الطبية، والصور للمخ والصور المغناطيسية وتخطيط القلب فكان كل شيء سليما، ونسبة دمها (14)، فما سبب ذلك؟ وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نغم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تصيبها تدل على حالة من الحالات النفسية في أغلب الظن طالما أن فحوصاتها كلها طبيعية ولله الحمد، وهذه الحالة يسميها البعض بحالة الهستيريا، ودائما لا أفضل هذا التعبير، والبعض يسميها حالة القلق الانشقاقي أو القلق التحولي، وربما يكون هو الاسم الأفضل، بمعنى أن الإنسان يكون لديه بعض التوترات والاحتقانات النفسية الداخلية، ويفقد الإنسان دفاعاته النفسية ومن ثم تتحول الأعراض من أعراض نفسية إلى أعراض جسدية في شكل تشنجات عصبية، والبعض قد يفقد وعيه – كما تفضلت – وهناك من يفقد صوته، وهناك من لا يرى وهكذا.

وبالرغم مما تسببه من انزعاج للأهل إلا أنها ليست خطيرة بإذن الله، وهي تكثر وسط الفتيات؛ لأن الفتاة في هذا العمر – في عمر اليفاعة ومرحلة ما بعد البلوغ – تكون لا زالت في مرحلة التغيرات والتطورات النفسية والعاطفية والفسيولوجية والاجتماعية، والبعض منهن تكون لديها حساسية عالية وتميل إلى الكتمان وليس لديها القدرة على التواصل من الناحية النفسية، فمن ثم تنعكس هذه الأعراض أو هذه الانفعالات النفسية إلى مظاهر جسدية.

وهذا لا يعني مطلقا أنها تمثل أو تدعي ذلك، ولكن هذا الأمر كما تراه المدرسة التحليلية ومدارس نفسية أخرى يكون على مستوى اللاشعور، ويتمثل العلاج فيما يلي:

أولا: التأكد من أن هذه الحالة حالة بسيطة.

ثانيا: التجاهل: بمعنى أن لا نعطي هذه الانفعالات التي تحدث منها الاهتمام الشديد؛ لأن كثيرا من الأهل حين حدوث مثل هذه التغيرات النفسية تجدهم أنهم قد انزعجوا وهناك من يطلب الإسعاف وهكذا، فبقدر المستطاع لا ننفعل ولا نتفاعل تفاعلا شديدا مع الذي يحدث لها، والمقصود بالتجاهل هنا لا نعني به عدم الاهتمام بالشخص أو أنه يتصنع، وإنما سوف يكون من مصلحته أن لا نركز كثيرا على أعراضه وما يبدر منه من مسلك.

ثالثا: يجب أن نشجعها على أن تعبر عن نفسها؛ لأن أحد النظريات تقول أن هذا النوع من المسلك العصابي هو ناتج من احتقانات نفسية داخلية، وهذه الاحتقانات النفسية يكون سببها عدم التعبير عن الأشياء التي لا ترضي الإنسان، لذا من الضروري أن تعبر عن ذاتها، وهذا يسمى بـ(التفريغ النفسي)، وهو يعتبر علاجا ممتازا وفعالا.

رابعا: لا بد أن نشجعها وأن نحفزها على كل تصرف إيجابي يبدر منها، فالتحفيز والإثابة تكون بالكلمة الطيبة وبالتشجيع وبالتهادي وهكذا، وأن نشعرها بوجودها وسط الأسرة وبكيانها وبأنها تشارك في قرارات الأسرة - فهذا كله أمر ضروري جدا - ولابد للوالدة أيضا أن تشركها في أعمال المنزل لأن هذا يبني من مهاراتها ويمتص الطاقات النفسية السلبية الداخلية، ويبني لها طاقات نفسية إيجابية جديدة.

فهذه هي المبادئ الرئيسية، وهذه الحالات تنتهي تلقائيا، ولكن إذا اتبعت الإرشادات السابقة فلا شك أنه سوف يعجل إن شاء الله باختفاء هذه الأعراض.

ولا شك أن الرقية الشرعية لها دور في مثل هذه الأحوال، وأفضل وأحبذ ذلك، وسيكون أيضا من الأشياء المفيدة لها أن تتعلم ما يعرف بتمارين الاسترخاء، فهناك طرق لاسترخاء العضلات وطرق للاسترخاء عن طريق ما يعرف بالتنفس المتدرج، فيمكنها أن تتمرن على هذه التمارين بأن تحضر أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، وهذه الكتيبات موجودة في مكتبة جرير وغيرها، وهناك شريط وكتيب للدكتور صلاح الراشد وشريط للدكتور نجيب الرفاعي عن الاسترخاء، وكذلك شريط جيد وممتاز للأستاذة حنان عيسى عبد الظاهر، ويمكنكم الحصول على أي من هذه الأشرطة أو الكتيبات وتطبيق التعليمات والإرشادات الموجودة لكيفية ممارسة الاسترخاء؛ لأن الاسترخاء دائما هو ضد القلق والتوتر.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على كيفية الرقية للتخلص من المس في الاستشارات التالية: (237993- 236492-247326)، نسأل الله لها العافية والشفاء، ونشكرك على اهتمامك بأختك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات