الشعور بالضيق ثم الشعور بالراحة بعد سماع الرقية الشرعية

0 585

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد قمت بالوضوء وصلاة ركعتين واستغفار الله مائة مرة، ثم قمت باستخدام شريط للرقية الشرعية للعين ثم للجن، وأخذت الشريط من موقعكم (صوتيات ومرئيات) ولكن ما أدهشني هو أنني عندما شغلت الشريط أحسست بضيق في التنفس وكأن قلبي سيتوقف، ثم أوقفت الشريط وأحسست بالراحة، ثم شغلته مرة أخرى وأحسست بضيق مثل المرة الأولى، وشعرت كأن شيئا يخرج مني، ثم بعد ذلك شعرت براحة لم أشعر بها من قبل.

شعرت وكأني خفيف، وعندما أفتح الآن نفس الشريط أشعر بهدوء وراحة، فهل ما شعرت به خلال بدء الشريط من الضيق شيء عادي؟ وهل شعوري بالراحة بعد 3 دقائق من بدء الشريط عادي أيضا؟

وبارك الله فيكم، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك – مرة أخرى - في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك كمحمد الفاتح الذي يفتح هذه البلاد بالإسلام - بإذن الله تعالى – إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابني الكريم الفاضل – مما شعرت به بعد استعمالك لشريط الرقية الشرعية الذي استعملته للعين أو للجن كما ذكرت، وشعورك بالضيق في المراحل الأولى أو في المرات الأولى ثم بعد ذلك إحساسك براحة سريعة ولم تشعر بها من قبل، كل ذلك يدل - بفضل الله تعالى ورحمته – على أن الله تعالى قد أكرمك وتفضل عليك، فعلاجك مما كنت فيه من خلال الرقية الشرعية، لأنك تعلم أن الإنسان عرضة للعين، والعين شيء والحسد شيء آخر، فهذا مرض وهذا مرض آخر، كذلك السحر وكذلك المس الشيطاني الذي يعتدي فيه الجني على الإنسي بسبب أو لآخر.

هذه الأمراض عادة لا تكون عضوية في بدايتها وإنما في الغالب تكون نفسية، ثم تتحول في بعض الأحيان إلى عضوية، وهذا كثير ومعروف ومشاهد، والواقع خير برهان على ذلك، وأحيانا قد تكون الحالة شديدة تحتاج إلى استعمال الرقية لأكثر من مرة، وأحيانا قد يتكرم المولى - سبحانه وتعالى – على العبد فيشفيه من أول مرة كما حدث معك أنت الآن، فاستماعك للشريط لأول مرة أحسست بالضيق ثم بعد ذلك للمرة الثانية ثم الثالثة شعرت - بفضل الله تعالى – براحة لم تشعر بها من قبل، والآن عرفت علاجك، كلما حدث لك أي تغير في نفسك ما عليك إلا أن تتوجه إلى الله كما فعلت بالوضوء وصلاة ركعتين والاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم تستعمل الرقية والاستماع إليها عبر الشريط.

وأنا واثق أن أي أمر سيأتيك من هذا الباب سوف يذهب - بإذن الله تعالى – لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (العين حق، وإن العين لتدخل الرجل القبر – أي تقتله – وتدخل الجمل القدر – أي تذبحه) فالعين حق وقد تكون أنت قد أوتيت شكلا حسنا أو قد تكون نظرا لتميزك العلمي أو الأخلاقي عرضة لحسد الحاسدين وحقد الحاقدين، فعندما تشعر بأي تغير ما عليك إلا أن تفعل ما فعلت، وبإذن الله تعالى سوف تزول عنك تلك الأعراض فورا - بإذن الله تعالى – لأن الرقية هي كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم وإذا لم يشف الناس بالقرآن فلا شافي لهم؛ لأن هذا كلام الله وهو أفضل الكلام وخير الكلام، ففضل كلام الله على كلام الناس كفضل الله على سائر خلقه، فهذه الراحة التي شعرت بها شيء عادي جدا وهي - بفضل الله تعالى – أمر طبيعي ولأن ذلك متوقف على صدقك أنت، فما دمت استعملت هذا مع اليقين وأن هذا كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم فسترى النتائج فورا - بإذن الله تعالى – بل وتستطيع أيضا أن تحفظ تلك الآيات وهذه الأحاديث الموجودة في هذا الشريط المبارك وأن تساعد بها غيرك.

يعني إذا كانت إحدى أخواتك مريضة أو الوالدة مثلا أو أحد إخوانك أو والدك أو بعض أصدقائك الذين قد تشعر بأن لديهم مشاكل نفسية من الممكن أن تقرأ عليهم تلك الآيات بنفسك، وأنا واثق أنك ستنفع الناس نفعا عظيما، وهو نوع من الدعوة، ولكن أتمنى إذا أكرمك الله وبدأت تمارس الرقية هذه في حدود الضيقة التي تتناسب مع ظروفك أن تجعلها رقية ودعوة، بمعنى أن تطلب من هذا الذي ترقيه إذا كانت أخت غير محجبة أن تطلب منها أن تلبس الحجاب وأن تحافظ على الصلاة؛ لأن هذا هو صمام الأمان الأول (الطاعة)، كذلك أيضا إذا قمت برقية أحد من الشباب أصدقائك أو أقربائك انصحه أيضا أن يترك المنكرات، وأنت تعرف البيئة؛ لأنك تعيش في فرنسا وتعرف تصرفات الشباب، فانصحه أن يترك هذه المعاصي وأن يحافظ على الصلاة، وبذلك تكون علاجا ودعوة، لأننا هنا نستعمل الرقية الشرعية بهذه الطريقة، عندنا هنا رقاة رسميون معهم تصريحات من قبل وزارة الأوقاف ويستعملون الرقية كوسيلة من وسائل الدعوة، يصححون بها المعتقدات ويصححون بها العبادات ويصححون بها السلوكيات والأخلاقيات، وهذه أثرت كثيرا جدا؛ لأن الذي يأتيك وهو مريض على استعداد أن يفعل أي شيء حتى يعالج، فهم يستغلون هذه الفرصة للدعوة إلى الله تعالى وتصحيح مسيرة العبد إلى الله.

ولذلك أتمنى كلما شعرت أنت في خاصة نفسك بشيء من التعب أو الثقل أو الخمول استعمل هذا الشريط، وأنت مع الأيام ستحفظ هذه الرقية وسترقي نفسك بنفسك، وإذا لم تكن حافظا لها فاستعمل الشريط كما فعلت، وهذا الضيق الذي تشعر به شيء عادي؛ لأن هذا الضيق إنما هو من العين التي تكاد أن تخرج من بدن الإنسان بسبب القراءة أو من الجن الذي لم يتحمل هذه الآيات وتلك الأحاديث، فأي إنسان ستقرأ عليه ويكون عنده شيء من هذه الأمور الأربعة: إما العين أو الحسد أو السحر أو مس من الجن؛ لابد أن يشعر بضيق في الأول، ثم بعد ذلك يستريح بعد تكرار القراءة عليه مرة بعد مرة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأنا حقيقة سعيد جدا بقراءة رسالتك هذه المرة والجواب عليها، لأني سبق أني التقيت معك في رسائل سابقة، وأتمنى لك التوفيق، كما أسأل الله تعالى أن يثبتك ووالدتك على الحق، وأن يكرم إخوانك بالاستقامة جميعا على شرعه مع والدك.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات