السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجع ولدي من المدرسة مكسور الخاطر بعد أن نال (جيد جدا) في امتحان أجراه، وذلك بسبب اتهام أستاذه له بالغش، فهل يحق للأستاذ أن يشك ويتهم مسلما بالغش؟!
علما بأني أجزم أن ابني لم يغش؛ لأن هذا الامتحان تدارسناه قبل يوم الامتحان، وشرحت له كل أسألته وأجبنا عليها كلها، ولم نكن نعلم أن الأستاذ سيطرح الموضوع نفسه بعد أن طرحه غيره في نفس المؤسسة، وأعلم أن ولدي ليس ممتازا في هذه المادة التعليمية ولكنه يستحق نقطته لاجتهاده في التحضير والمراجعة، فما رأيكم؟!
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هارون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحكم بمقابلة المدرس المذكور ومناصحته في حكمة وهدوء، وتذكيره بأنكم تنتظرون منه تشجيع الابن بدلا من إحباطه، مع ضرورة بيان ما تم من المراجعة والمذاكرة معه ليلة الاختبار، ومرحبا بكم في موقعكم، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
أما بالنسبة للابن فقولوا له: (أنت تعرف نفسك فلا تتأثر بكلام المدرس، واحرص على مزيد من الاجتهاد والحرص والمذاكرة وبذلك سوف تكسب ثقة الجميع).
ونحن نقول لهذا الفتى أن كثيرا من العباقرة كان سبب نجاحهم وتفوقهم تعرضهم لمثل هذه المواقف، فزادتهم الصدمة إصرارا وثباتا، وذلك كابن قاضي القضاة في زمانه ابن الجوزي حين قال له والده: أفتح لك دكان خباز، فغضب وقال: علمني الساعة، فألقى عليه الدرس، قال ابن الجوزي: ولقد رأيته يعلم ويناظر، وكما حصل لابن القاسم الذي يعتبر من أكبر تلامذة الإمام مالك عندما سألته المصرية عن مسألة، فلما عجز عن الإجابة قالت له: تأتي من المدينة حيث الإمام مالك ولا تعرف الإجابة، ما الفرق بينك وبين الحمار الذي تركب عليه؟ فترك التجارة وجلس بين يدي الإمام مالك قرابة سبعة عشر عاما حتى أصبح إماما من أئمة المالكية.
وقد أخطأ المدرس في كلامه ولكن ليس من الحكمة أن ننتقده أمام الطالب، ولا مانع من أن يكلمه والد الطالب أو أحد أقاربه في هذا الأمر، مع ضرورة أن نظهر الاحترام للعلم؛ لأن هذا جانب أساس في نجاح أبنائنا.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعلينا أن نحسن الظن بالناس، وخاصة الطلاب؛ لأن سوء الظن يدفع للهاوية ويجعل الضعيف يحقق ما اتهمناه به ويتمادى، وأرجو أن يجد منكم الابن القدوة الحسنة والحرص على الصلاة والفلاح، ولا داعي للانزعاج فهو في سن من يعي ويميز، نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.
وبالله التوفيق والسداد.