السؤال
السلام عليكم ..
كنت مخطوبة من قريب لي، وكان بيننا عقد شرعي وحالة حب جارفة، ولكن بسبب ظروف كثيرة انفصلنا وكنا لا نزال نحب بعضنا، ثم أجبرت على الزواج من شخص لا أحبه، وظننت بأني مع الأيام سأحبه وسأستطيع العيش معه.
وحتى الآن لا أستطيع مبادلته كلمات الحب، والأسوأ من هذا أنني أكون كالجثة في وقت الجماع، وبعد كل علاقة جنسية أبكي بكاء شديدا، وقد مر الآن أكثر من ست سنوات ولم يتغير الحال وعندي منه طفل رضيع، فبم تنصحوني؟ وهل الأسباب التي ذكرت تجيز لي طلب الخلع والانفصال؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يملأ قلبك بمحبة زوجك، وأن يرزقك القدرة على التأقلم والتفاعل معه، وأن يديم بينكما المحبة والوئام، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنها مأساة حقيقة أن يعيش الإنسان مع شخص لا يحبه أو يبادله الحب والعاطفة والمشاعر الصادقة، خاصة في الحياة الزوجية؛ لأن الحياة الزوجية عبارة عن شراكة طويلة المدى عميقة الجذور لا يصلح فيها المجاملة، فقد تجامل الزوجة لعام أو لعامين وقد يجامل الزوج كذلك، ولكن بعد ذلك سوف تظهر الحقيقة، وسيأتي يوم تتوقف فيه المجاملة.
وينبغي أن تعلمي أن ما حدث هو بقدر الله تعالى، فزوجك الآن هو قدرك الذي قدره الله تبارك وتعالى وأنت من نصيبه، ولذلك فإنني لا أؤيد فكرة الانفصال أو الخلع، رغم أنك تتكلمين عن ظروف صعبة وقاهرة، وذلك لوجود هذا الطفل المسكين الذي سيعيش يتيما.
وأنصحك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يغير الله هذا الحال؛ لأن هذا أهون بكثير من الانفصال، واعلمي أن الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير، واعلمي أن (قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء)، واعلمي أن الحب والبغض من الله تبارك وتعالى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
وأرى أن الحل يسير، وهو التوجه إلى الله بالدعاء والبكاء، فأنت تبكين بكاء شديدا بعد كل علاقة جنسية، فلماذا لا تبكين لله تعالى أن يضع محبة هذا الرجل في قلبك، وعندها ستشعرين بأنك تتعاملين مع شخص تحبينه وستعطينه عطفك وحنانك وقلبك وجسدك.
وأوصيك بكثرة الطاعة والمحافظة على الصلاة في أوقاتها وكثرة الاستغفار، واستعمال الرقية الشرعية، وأوصيك بكثرة الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الذي قال له: (أأجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك)، ومعنى (تكفى همك) أي كل ما يهمك من أمر الدين والدنيا، فإن الله سوف يكفيك إياه ببركة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، و(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وأن يأخذ بناصيتك إلى الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، كما أسأله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أن يملأ قلبك بمحبة زوجك وأن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.