السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري 18 عاما، أعاني من تقلص في القولون منذ ثلاث سنوات، وكذلك إمساك وغازات وأصوات في المعدة دائما، فما الحل؟!
وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عمري 18 عاما، أعاني من تقلص في القولون منذ ثلاث سنوات، وكذلك إمساك وغازات وأصوات في المعدة دائما، فما الحل؟!
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مسفر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه أعراض القولون العصبي، وهذا المرض ليس مرضا عضويا، وإنما هو اضطراب في وظيفة القولون، فيصبح الإنسان أكثر إحساسا بتقلصات القولون، وفي حالة مرضى القولون العصبي يحدث اضطراب في الحركة التلقائية للأمعاء مما يؤثر على سير محتوياتها من الطعام والخلل في وظيفتها.
ويحدث ذلك عقب التعرض للضغوط النفسية التي تؤثر بدورها على الجهاز العصبي في القولون، فهناك نسبة كبيرة من الذين يعانون من هذه الحالة قد ترتبط لديهم بحالتهم النفسية والوضع النفسي الصحي بالنسبة لهم، وهناك ارتباط وثيق ما بين القلق النفسي والقولون العصبي، فعندما يتحسن الوضع النفسي تتحسن أعراض القولون، وهذا يعني أن كل التحاليل والصور الشعاعية تكون طبيعية في حالة القولون العصبي.
وتزداد الأعراض مع بعض الأطعمة، وتستمر الأعراض لسنوات، ولكنها تخف كثيرا كلما التزمت بالابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض من قلق وتوتر، وكذلك الأطعمة التي تزيدها، وهذه الأطعمة تختلف من مريض لآخر، فقد يكون الحليب أو البقوليات أو الأطعمة الحارة من فلفل أو بهارات أو أطعمة أخرى تستطيع مراقبتها أنت بنفسك.
وأعراض هذا المرض هي:
1- آلام مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما يكون في أسفل البطن، انتفاخ في البطن، وخاصة بعد الوجبات.
2- اضطراب في عملية التبرز، فقد يشعر المريض بإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحيانا يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحيانا يكون البراز سائلا يشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال من وقت لآخر.
3- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه.
4- خروج مخاط أبيض مع البراز.
ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها: شعور بالإرهاق والتعب العام وشعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة وآلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحيانا الشعور بالحصر، وآلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
ولتفهم هذا المرض هناك حقائق قد تفيدك في التأقلم مع هذا المرض، وهي: أن هذا المرض ليس عضويا، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
ومهما طالت مدة المرض معك فلن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك، ولا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض وتساعدك على تحملها وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي، ولكل نوع من الأعراض ما يناسبه من الأدوية، ومن أهمها:
1- الإمساك وصعوبة التبرز: ويستعمل له الملينات التي تزيد نسبة الألياف داخل القولون وتجعل البراز متماسكا، وتسهل خروجه عند قضاء الحاجة، وتجعلك تشعرين بالارتياح بعد التبرز، وهذه الأدوية لا يمتصها الجسم ولا تهيج الأمعاء، ولا يضر استعمالها لمدة طويلة، ولكن قد لا تشعرين بفائدتها إلا بعد عدة أيام.
2- آلام البطن: حيث تستعمل لها الأدوية التي تهدئ من تقلصات الأمعاء، ولا داعي للاستمرار في استخدامها لمدة طويلة، وتستخدم حيث تشتد عليك الآلام، مثل الدسباتالين والكولوفاكس والسباسموكايوليز.
3- الغازات وانتفاخ البطن: وقد ينفع معها استخدام الكربون والدسفلاتيل أو الملينات، وكذلك تجنب الوجبات الدسمة قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة.
4- الإسهال: يستعمل له مضاد الإسهال عند الضرورة.
وقد يرى الطبيب أنك قد تحتاجين بعض المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، فلا تترددين في قبول ذلك، فإن النفس تمرض كما يمرض الجسم، وقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثير من الأحيان قد تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب.
والله الموفق.