السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرأة زوجها يسيء معاملتها، لا يهتم بها أبدا، يكره حتى أن ينفق عليها، حتى إنها اضطرت للعمل كي تنفق على نفسها وابنها، فأصبح يأخذ منها المال وهي لا تمنعه، وهو أيضا من الساهين عن الصلاة، فعادة ما يصلي الخمس معا في الليل، وهو قد أثر عليها كثيرا حتى أصبحت متكاسلة عن الفرائض، زد على ذلك هو لا يعمل إلا بما تمليه عليه أمه التي تسأله حتى عما يجري بينهما في الفراش، وهو لا يخفي عنها شيئا.
ومع كل هذه المعاناة هي تريد الطلاق ولكن اختارت أن تواصل معه؛ لأن والديها مريضان، فإن علما بذلك ستسوء حالتهما، فهي ترضى بالوضع برا بوالديها، فهل من الشرع أن تواصل على هذا الحال من أجل والديها؟ أم ماذا عليها أن تفعل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنك مأجورة على حسن مقصدك، ومشكورة لاهتمامك بأمر والديك ثم بصبرك على زوجك، ونسأل الله أن يصلحه لك وأن يلهمك رشدك، وسنوجه الحديث هنا لصاحبة المشكلة مباشرة:
لا يخفى عليك أنه لا يسيء للمرأة إلا لئيم، ولا يكرم الزوجة إلا كريم، يتأسى برسولنا الأمين القائل (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، ونحن ننصحك بتشجيعه أولا على الصلاة؛ لأن المحافظة عليها مفتاح للخيرات، فإنه لن يعرف حق الزوجة من لا يؤدي حق الله، ثم عليك ببحث أسباب ما يحصل؛ فإن معرفة السبب تزيل الخلل والعطب.
وليت كل رجل يدرك أن تقصيره في الإنفاق جريمة كبرى وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، وأخطر من ذلك أن يجبر زوجته على الصرف عليه لأنه بذلك يفقد أحد مؤهلات القوامة؛ لأن الله سبحانه يقول: (( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ))[النساء:34] ولا شك أن شخصية الرجل تتضرر جدا في مثل هذه الأحوال.
وقد أحسنت بحرصك على إبعاد مسألة الطلاق خاصة مع وجود طفل، وهذا أمر تشكرين عليه، وزادت سعادتي لإشفاقك على والديك من وقع وتأثير الطلاق عليهم، مع ضرورة أن تحاولي تغيير طريقتك في التعامل مع زوجك، وأن تجلسي معه جلسات مصارحة وأن تستخدمي الأسلوب اللين الجميل في ذلك، وأكثري له من الدعاء فإن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، وسوف نكون سعداء إذا وجد منك التشجيع على بر والدته والإحسان إليه، والفرق كبير بين من تطالب بحقها وبين من تطالب بهضم حقوق الآخرين، ونحن نعتقد أنك امرأة عاقلة والدليل على ذلك هو هذه الاستشارة.
كما نرجو أن تجتهدي في إقناعه بأداء الصلة على وقتها، واستعيني بعد الله عز وجل على ذلك بالصالحين من أصدقائه وأقربائه، فإن الصاحب ساحب، وكذلك عليك أن تنخرطي في مجتمع الصالحات لكي ترفعي من همتك في العبادات والصلاة.
نسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد.