السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم تشخيصي اليوم بالإصابة بمرض الـ"شينجيلز"، وقد طالعت العديد من الاستشارات في صفحتكم وأصبح لدي خلط في ماهية الاسم الصحيح عندما تم تشخيصي به، علما أنني أعيش في أمريكا منذ زمن، ولا يوجد لدي طريقة تحديد مسمى مرضي بالعربية، فهل هو مرض الحزام الناري أم أنه جدري؟ وهل هو من عائلة الهربسات؟
وقد وصف لي الدكتور المعالج دواء باسم (فامكلوفاير 500) كل ثمان ساعات، وأنا قلق جدا على حياتي وأطفالي، ولا أقول إلا: ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا))[التوبة:51].
أشكر لكم جهودكم، وأسأل الله أن يجعلها في موازين أعمالكم ويثيبكم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ B a حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كلمة شينجلز في أمريكا تعني داء المنطقة أو الحزام الناري، والاسم العلمي باللغة الإنكليزية (Herpes zoster)، ومن الناحية الأكاديمية، فإن هذا المرض، سببه فيروس يسبب في هجمته الأولى جدري الماء أو الحماق أو العنجز أو Chickenpox، وفي هجمته الثانية الزوستر أي الحزام الناري.
ويتميز سريريا بظهور اندفاع جلدي مؤلم، يأخذ مسير أحد الأعصاب على شكل خطي ووحيد الجانب، أي يصيب أحد الشقين للجسم ولا يصيب اليمين واليسار معا، وغالبا ما يصاحبه أعراض موضعية كالاحمرار والألم وأعراض عامة كالتعب والحرارة والشعور بالمرض، وقد يقعد المرض المريض في حالاته الشديدة، وقد يأتي خفيفا ولكن ليس هذا هو الشائع.
وغالبا ما يصيب كبار السن أو ضعيفي المناعة، ولكن قد يصيب الأصحاء الأقوياء بدرجة أقل، وإن العدوى تكون عن طريق السوائل أي إما اللعاب أو الرذاذ في المرحلة الأولى من المرض أي عند بداية الأعراض، وكذلك بسبب السائل في الحويصلات، وأما بعد جفاف الحويصلات فلا عدوى.
وإن العدوى لا تعني حدوث الزوستر عند من تنتقل إليه بل يعني دخول فيروس الفاريسيللا زوستر فيسبب جدري الماء في العدوى الأولى ولا يؤثر على من أصيب بالعدوى سابقا أي من ظهر عنده جدري الماء سابقا.
وإن العدوى لا تعني تنشيط الفيروس بل تعني دخوله للمرة الأولى عند من لم يكن قد أصيب به سابقا، وأما من أصيب به سابقا فلا تؤثر عليه العدوى الجديدة لاحقا.
وأما تحول جدري الماء إلى الزوستر فالسبب هو ضعف مقاومة المصاب بجدري الماء سابقا مما يؤدي إلى تنشيط الفيروس في موضع محدد على مسير أحد الأعصاب، وقد يكون السبب هو الرض الموضعي.
ومن العلاجات الفعالة الحديثة نسبيا مضادات الفيروسات عن طريق الفم، مثل الـ(آسايكلوفير) الذي يوجد منه حبوب تعطى خمس مرات في اليوم لمدة سبعة أيام، ويجب البدء به بأسرع ما يمكن.
وقد ظهر بعد ذلك الفامفير والفالاسيكلوفير، وما أختاره هو أخذ حبتين من فالتريكس 500 ملجم ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، بأسرع ما يمكن من ابتداء ظهور الاندفاع، علما أن ما أخذته من الفامفير مناسب وممتاز.
وإن البدء المبكر بأحد العلاجات السابقة هو من العوامل الهامة في تجنب آلام ما بعد المرض بعد جفاف الاندفاعات والبثور والحويصلات الخاصة بالزوستر، وهذا قد يستغرق (10 : 14) يوما، إما أن يختفي المرض تماما، وإما أن يترك بعض الآثار الندبية، ولكن الأهم هو الآلام التالية للمرض، والتي قد تستمر سنوات.
وأما علاج الآلام التالية فإن استعمال العلاج المذكور أعلاه بشكل مبكر يقلل من احتمالات هذه المضاعفات، خاصة الألم الذي يعالج بالمسكنات القوية مثل الـ( Df 118) أو ديستاجيسيك أو غيرها من مضادات الألم وأحيانا ينصح باستعمال مستحضرات فيتامين (ب) المركب من الناحية العصبية وأحيانا توصف حبوب التيغريتول ولكن تحت إشراف طبيب الأعصاب وليس طبيب الجلدية.
ومن العلاجات البسيطة هو استعمال بخاخ كلور الإيثيل على الموضع المؤلم بمعدل مرة يوميا، ولا توجد علاقة بين الصداع والحزام الناري الذي أصاب الجذع، ولكن استعمال المسكنات المذكورة سيفيد اثنين معا.
إذن؛ عند الإصابة بالحزام الناري يجب مراجعة الطبيب وعدم الاكتفاء بالمعلومات النظرية عن المرض، ويجب عدم أخذ أي دواء عن طريق الفم دون استشارة طبيب (ويستثنى من ذلك ولفترت محدودة المسكنات الحاوية على الباراسيتامول أو المشهورة بالبنادول)، وعند استمرار الآلام على الرغم من المسكنات تحول الحالة إلى طبيب الأعصاب لمعالجة وتدبير الألم.
ولا ضرر ولا خوف على الأطفال والعائلة لأنهم إما أن يصابوا بجدري الماء أو إذا كانوا قد أصيبوا به سابقا فإنه لن يصيبهم شيء بإذن الله.
والله الموفق.