السؤال
السلام عليكم.
أعاني من إسهال بعد كل وجبة، وذلك منذ عشرة أشهر، وقد وتوقف ورجع مرة ثانية منذ أربعة أشهر مع انخفاض بالوزن، وأحس بالدوخة والألم في المعدة أحيانا، علما بأني أبلغ من العمر (13) سنة.
السلام عليكم.
أعاني من إسهال بعد كل وجبة، وذلك منذ عشرة أشهر، وقد وتوقف ورجع مرة ثانية منذ أربعة أشهر مع انخفاض بالوزن، وأحس بالدوخة والألم في المعدة أحيانا، علما بأني أبلغ من العمر (13) سنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرى أن تراجعي طبيبا مختصا بأمراض الجهاز الهضمي، وذلك للتأكد من عدم وجود مرض الداء الزلاقي، والداء الزلاقي بالإنجليزية: Celiac disease، وبالفرنسية Maladie coeliaque، وهو اضطراب في جهاز الهضم ينجم عن عدم تحمل مادة تسمى (الغلوتين) التي توجد في القمح ومشتقاته، ولهذا المرض عدة تسميات منها: (سوء الامتصاص - التحسس للغلوتين - التحسس للقمح - اعتلال الأمعاء بالغلوتين - الإسهال غير الاستوائي).
وغالبا ما تكون أعراض الداء الزلاقي غامضة وشبيهة بأعراض حالات أخرى، ما يجعل من تشخيص المرض أمرا عسيرا، والأعراض كثيرة ومتعددة حسب درجة التحسس وزمن المراجعة للتشخيص، ومن الأعراض التي تشاهد: الإسهال، تغير طبيعة البراز ورائحته، فيصبح البراز ذا رائحة كريهة جدا ودهنيا ولونه متبدل، نقص الوزن، تعب ووهن عام، ألم بطني.
ثم تظهر الأعراض المتقدمة من المرض في حال ما إذا لم يشخص المرض ولم تتخذ التدابير الوقائية له؛ نتيجة نقص امتصاص الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية من الأمعاء والذي يؤثر على جميع أعضاء الجسم بدون استثناء.
وتبدأ أعراض المرض في أي سن لكنها عادة ما تظهر في مرحلة الطفولة وبعد إدخال القمح في طعام الطفل، ويحدث عادة بين عمر (1-3) سنوات، وقد لا تظهر أعراض المرض إلا بعد حدث هام في حياة الطفل، كتغيير المدرسة أو مرض آخر شديد أو حادث ما أو الحمل عند الفتيات.
ولا يعرف السبب الحقيقي حتى الآن، ولكن هناك استعداد وراثي للمرض وبالتالي قد تشاهد الحالة في بعض العائلات أكثر من غيرها، فوجود قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو أحد الإخوة مصاب بالداء الزلاقي يرجح بنسبة (5 إلى 10%) لأن يكون هناك شخص آخر مصاب في العائلة، ويصيب المرض كل الأعراق.
والغلوتين هو البروتين الذي يسبب التحسس، وهو موجود في القمح والشعير، ومع ملامسة الغلوتين للأمعاء فإنه يحصل رد فعل مناعي لملامسة الغلوتين لجدار الأمعاء مما يسبب حدوث التهاب فيها وإلى تدمير الزغب المعوية وتسطحها وفقدانها لشكلها المميز، وبالتالي حدوث سوء امتصاص للغذاء على مستوى الأمعاء وما يتبعه من أعراض وعلامات نتيجة نقص المواد الغذائية التالي لتعطل وظيفة الأمعاء على امتصاص المواد المغذية من فيتامينات ومعادن والكثير من المواد المغذية الأخرى وما يتبعه على النمو والصحة العامة.
ومن هذه الأعراض: (فقر الدم (الأنيميا) وأعراضه نتيجة نقص امتصاص الحديد والفيتامينات، اضطرابات عصبية، تورم بالساقين، نزيف وخاصة من اللثة (نقص فيتامين K)، هشاشة العظام، (نقص فيتامين D والكالسيوم)، طفح جلدي، تأخر البلوغ عند المراهق، ويصبح شكل الطفل مميزا، فيكون قصيرا ونحيفا بشكل مميز ولديه بطن منتفخ بشكل واضح.
وأما عن العلاج: فلا يوجد علاج للمرض، وتقتصر الإجراءات العلاجية على حمية خالية تماما من تناول القمح ومشتقاته المحتوية على الغلوتين، ولابد من تزويد الطفل بالفيتامينات والحديد في حال احتياجها.
وأذكر هنا الأطعمة والمواد الغذائية الممنوعة تماما: الخبز، المعكرونة (الباستا)، الحلويات، الفطائر، الدونات، الكيك (الكاتو)، الكسكسي (المفتول)، البرغل، السميد، البسكويت، وجميع الأطعمة التي تحتوي في تركيبها على القمح، دجاج البروست لأنه مغطى بطبقة من الدقيق وكذلك السمك والأطعمة الموجود فيها البقسماط، والشوفان رغم أنه لا يحتوي على الغلوتين ولكن قد يختلط بالقمح خلال تحضيره، ونوع من النشا المشتق من القمح.
وأما المواد المسموح بها فهي: الذرة، الأرز، دقيق الذرة، نشاء الذرة، البطاطا، الفواكه، الخضروات، الحليب، اللحوم بأنواعها بدون إضافة مشتق للقمح معها، البيض، الزيوت، وحاليا هناك أنواع أطعمة معدلة منزوعة الغلوتين، ولكن يجب التأكد من ذلك قبل استخدامها.
وتحتاج الأعراض عدة أسابيع إلى عدة أشهر حتى يتحسن الوضع، وعدم تحسن الوضع يعني أن هناك بعض المواد الغذائية التي تحتوي على الغلوتين أو القمح، وقد لا تكون هذه ظاهرة ولكن يجب قراءة تركيب كل الأطعمة الغذائية التي يتناولها المريض؛ لذا عليك مراجعة طبيب مختص بالجهاز الهضمي لعمل التحاليل اللازمة لوضع التشخيص ووضع خطة العلاج.
والله الموفق.