السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت أختي قبل تسعة أشهر، ولقد رضينا بهذا الزوج على أساس أنه متدين، وكان يحفظ القرآن في الجامع، ويداوم على الصلوات الخمس في المسجد، ولكن تفاجأنا به بعد الزواج أنه إنسان سيء للغاية فهو يدخن في البيت بعيدا عن أعين الناس ويضربها دائما ضربا مبرحا على أتفه الأسباب، وأحيانا بدون سبب حتى وصل الحال بها إلى حالة نفسية بسبب كثرة الضرب، والآن تكلم أبوه وإخوته معه حتى لا يضربها ثانيا، لكن هذا غير مجد لأنه يطيع أمه في كل الأمور حتى وإن كانت في معصية الله، وأمه هي من تسبب المشاكل وتوقع بينه وبين أختي، فنحن قلنا لها: طالما أن الوضع وصل إلى حالة نفسية فهذا أمر لا يطاق فإن ضربك بعد اليوم بدون تفكير لا تجلسي له في البيت دقيقة واحدة فإلى متى الصبر على هكذا إنسان؟ هل عندما تصبح مجنونة رسميا بسب كثرة الضرب؟
فإنه لا يعرف للرحمة عنوانا فمنذ حملها لم يرحمها لا هو ولا أمه فقد كانت تقوم بالأعمال الشاقة دون رحمة وتذهب كثيرا للمستشفى ومع ذلك لا يتوانى عن ضربها لحظة وإن لم يوفر لها مسكنا مستقلا وحياة مستقلة فنحن لا ننوي أن نرجعها له؛ لأن معظم المرات التي يضربها بها تكون أمه السبب وأمه أيضا امرأة تسب بشتائم قذرة لا نستطيع ذكرها على مسمع الكبير والصغير فنحن لم نعرفهم على حقيقتهم إلا بعد أن دخلت أختي بيتهم وعاشت معهم فنحن لم نتوقع يوما أن يوجد أناس هكذا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج كربة أختنا هذه، وأن يصلح زوجها، وكم نتمنى من أولياء الفتيات التثبت والسؤال عمن يريدوا تزويجه قبل الإقدام على التزويج، وعلى أي حال فهذا قدر الله تعالى الذي لا يفيد منه قول الإنسان لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ونحن ننصح الآن باتخاذ الأسباب التي يمكن أن تكون علاجا للمشكلة:
1- ينصح هذا الزوج وينبغي أن تكون النصيحة موجهة له ممن لهم تأثير عليه، ويذكر بالله تعالى، وعاقبة الظلم، وأنه وبال على الإنسان في الدنيا والآخرة، وأن ضربه لزوجته ضربا مبرحا لا يجوز مهما كانت أسبابه وإنما يجوز من الضرب الضرب الخفيف إذا دعت إليه الأسباب ولم تفد وسائل العلاج غيره وكان يرجى من ورائه فائدة أما إذا انعدمت هذه الشروط فإن ضرب المرأة ظلم، وسيقف هذا الزوج أمام الله تعالى لتأخذ منه هذه المرأة حقها يوم لا ينفع مال ولا بنون، فينبغي أن يعتنى بهذا النوع من النصح للزوج ولعل هذا من العلاج.
2- إن لم يكن على الزوجة ضرر فالصبر خير من الفراق فتنصح الزوجة بملاطفة زوجها ومحاولة التودد إليه ما أمكنها ذلك.
3- يطلب من هذا الرجل توفير مسكن مستقل لزوجته أي مستقل بمرافقه من المدخل والحمام والمطبخ ونحو ذلك فهذا من حقوقها ولها الامتناع عن السكن في بيت واحد مع غيرها من أهله سواء كانت أمه أو غيرها، لكن إن كان الزوج لا يقدر على هذا الآن فينبغي مراعاة الحال ما أمكن.
4- إذا وصلت الأمور إلى أبواب مسدودة وخشي الضرر على الفتاة باستمرار الزواج فلها رفع الأمر إلى القاضي الشرعي ليأمر الزوج برفع ضرره عنها أو يطلقها، والطلاق علاج ناجع عند تعذر استمرار الحياة الزوجية، وهو باب من أبواب رحمة الله تعالى بالأمة وقد قال جل شأنه: (( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ))[النساء:130].
وبالله التوفيق والسداد.