السؤال
أنا امرأة متزوجة بالقرب من أهل زوجي، ومشتركة معهم في الأكل؛ لأن زوجي لا يستطيع أن يصرف على عائلتين، ولكن بعد تدخل أهله في حياتي وسبهم لي لم أعد أحتمل إلا أن يفتح لي بيتا لوحدي، وهو لم يوافق، فذهبت إلى أهلي.
ماذا علي أن أفعل مع العلم أنه أخذ مني أولادي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيتها الأخت في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية.
كم أكبرنا فيك اعتذارك لزوجك في عدم جعل نفقاتك في بيت مستقل بأنه لا يقدر على الإنفاق على بيتين، فهذا من حسن خلقك ورجاحة عقلك، ونتمنى أن تصطحبي هذه الحال.
إننا ندري أيتها الأخت أن من حقك على زوجك أن يسكنك في بيت تستقلين فيه عن غيرك بكل ما تحتاجين إليه في بيتك من النفقة وغير ذلك.
لكننا في الوقت ذاته نوصيك بأن تكوني واقعية في التعامل مع الأحداث والواقع، فما دام زوجك لا يقدر على ذلك فإنه لا شك سيقع في حرج كبير وسيجد نفسه أمام خيارات كلها مرة.
لهذا فإننا ننصحك بالصبر والتغاضي عن بعض حقوقك والتماس المعاذير لزوجك ولا تحمليه عواقب إساءة غيره.
تيقني أن بعد العسر يسرا، وأن الفرج بعد الشدة، فلعل الله تعالى يبسط رزقه لزوجك فتتغير الأحوال، وإلى أن يجيء ذلك فصبرك على زوجك، فحاولي بقدر الاستطاعة أن تشعري زوجك بأنك معه، معاونة ومؤازرة له، بحيث يسكن إليك ويجد فيك الملاذ من هموم ومتاعب حياته وإذا قدرت على هذا فقد كسبت شيئا كبيرا وهو زوجك.
أما أهل زوجك فإننا نوصيك بحسن العشرة معهم بقدر الاستطاعة وتحمل أذاهم ولك في ذلك عظيم الأجر، وتيقني أن مقابلة الإساءة بالإحسان يغير الله عز وجل بها القلوب والنفوس كما قال سبحانه ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))[فصلت:34] فكوني لهم بنتا يكونوا لك أهلا.
نتمنى أن تبادري إلى المصالحة مع زوجك لتجمعي شمل أسرتك محتسبة أجرك عند الله تعالى، وسيعوضك الله عن كل ما تفقدينه في سبيل ذلك.
وفقك الله لكل خير، ويسر أمرك وأغناك وزوجك من فضله.