السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة ولدي طفلان ولله الحمد، وزوجي إنسان طيب ولا ينقصنا شيء بفضل الله، إلا أن لدينا مشكلة في التفاهم والحوار، فدائما متخاصمان بسبب مناقشتي معه لمشكلة وجدت حديثا في حياتنا وهو ارتباطه الغريب بأخيه وتقديمه علينا في كل الأمور؛ حيث يراعي مشاعر أخيه على حسابي، ويخصص وقتا للذهاب مع أخيه لقضاء بعض الحوائج على حساب الوقت المخصص لي وللأطفال، ويسعى لإرضائه حتى ولو كان على حساب زعلي.
ورغم أن زوجي إنسان طيب للغاية وكريم وبسيط إلا أن أخاه خبيث واستغلالي وكذاب ويغتاب الناس، ويتكلم عن بقية الأهل أمام زوجي ليجعل زوجي يأخذ موقفا من بقية إخوته وأبيه، ولكي يكون معه على الخطأ ويستغل زوجي ماديا ومعنويا ويكذب عليه كثيرا، ويقول لزوجي أنا أدافع عنك أمام فلان الذي تكلم عنك، ويسرد له أشياء كاذبة ليجعله يأخذ مواقف من إخوته الباقين، أي باختصار يحيك الفتن بين زوجي وبقية إخوته وأخواته.
وقد حاولت لفت انتباهه لهذه الأمور ولكن زوجي يرفض سماعي وينعتني بأني أتدخل فيه، وأتدخل بينه وبين أخيه، وأن أخاه يحبه كثيرا، أما الحقيقة فهي غير ذلك، فأخوه لا يحبه وإنما يحب ماله وخدماته، مع العلم بأن هذا الأخ إنسان سيئ، وبعيد عن الصلاة وأمور الدين، ويشرب الخمر، وأنا أخاف على زوجي أن يتغير ويصبح سيئا مثله.
علما بأن زوجي كثير التأثر به، وأصبحت ألاحظ بأنه يحب تقليده في كثير من الأمور، وكلما أحاول نصحه ولفت انتباهه للصح يغضب ويصرخ علي ونقاطع بعضنا لأيام، وأصبح عصبيا ولا يحتمل مني لا نصيحة ولا أي تعليق عن أخيه، حاولت إدخال أطراف أخرى لنصحه وهو أبوه وأخته إلا أنه لم يكترث لكلامهم ولنصحهم، فماذا أفعل؟!
أرجو إرشادي للحل قبل ضياع زوجي وانحداره مع هذا الإنسان السيئ الخلق والطباع، وهذا ليس رأيي فقط فيه وإنما كل أهله وأبوه وإخوته ينعتونه بهذه الصفة، والكل مستنكر علاقة زوجي به؛ نظرا لما يتمتع به زوجي من حسن الخلق والطيبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكر الله لك حرصك على سلامة دين زوجك، وإبعاده عن أسباب الردى والهلاك، واعلمي أن عطف زوجك على أخيه ورأفته به أمر فطري، وهو أيضا أمر إيجابي في الجملة، ومن ثم فإن تحذيره منه مباشرة وطلب صرفه عنه كلية قد لا يلقى قبولا لديه بسهولة، لاسيما وزوجك من النوع الطيب كما وصفته.
ولذا فإننا ننصح باتخاذ التدابير الآتية لحفظه من الانزلاق في السوء الذي عليه أخوه:
1- ينبغي محاولة توثيق الصلة بينه وبين باقي إخوته الجيدين؛ بأن تطرحي الموضوع على والديه بصراحة وتبينين لهما مخاوفك على أخلاقه وسيرته بسبب مخالطته لهذا الأخ، وتطلبين منهما حث هؤلاء الإخوان على الاقتراب منه ومجالسته حتى لا يتضرر به أخوه هذا.
2- لا تجعلي نفسك ندا وخصما لهذا الأخ في نظر زوجك حتى يتقبل وجهة نظرك، ونفضل لتحقيق هذا الغرض أن تلفتي انتباه زوجك إلى حقوق والديه، وأن ينصرف إلى برهما والإحسان إليهما وتذكيره بثواب ذلك، وكذلك تفقد المحتاج من إخوته الباقين لا سيما إن كانوا أرباب أسر وذوي عيال، وبهذا يجد قولك طريقة إلى قلب زوجك وتبتعد عنك تهمة النصح لتحقيق مصالحك.
3- يستحسن أن تحاولي إسماع زوجك نصائح وعظية عن مجالسة الصالحين ومعاني الحب في الله وثمرة ذلك، وينبغي أن يكون هذا بطريق غير مباشر، بل بتحين الفرص المناسبة كإعداد شريط لسماعة على السيارة أثناء خروجكم لقضاء غرض ونحو ذلك.
4- نوصيك بالصبر ما أمكن على ما قد يقع الزوج فيه من تقصير في حقك حتى تتمكنين من إخراجه من دائرة الإعجاب والافتتان بهذا الأخ، فإذا صلح وابتعد عنه أمكن أن يستمع لطلبك بسهولة ويسر.
5- حاولي تذكير زوجك بدور المسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطورة حضوره المنكر من غير تغيير، وأن التغيير بالقلب أضعف مراتب الإيمان، والتغيير بالقلب يعني كراهة المنكر وفاعله، وبدوام التذكير بهذه الفريضة سيشعر زوجك إن شاء الله بالعزلة الشعورية عن أخيه هذا.
وختاما ننصحك باللجوء إلى الله تعالى بصدق واضطرار ودعائه برغبة وحسن ظن أن يبصر زوجك بالحق ويحببه إليه، ويصرفه عن السوء وأهله، فالدعاء من أعظم الوسائل لتحقيق المقاصد المحبوبة.
وفقك الله لكل خير وأصلح لك زوجك.