الأدوية المسببة للحساسية وأعراضها وطرق علاجها

0 1041

السؤال

السلام عليكم. أرجوكم أن تنقذوني بأقصى سرعة.

أنا شاب عمري 31 عاما، أعاني من الحساسية الدوائية الثابتة، حيث أتناول بعض الأدوية وتسبب لي طفحا جلديا في الذراع والعضو الذكري، وقد تناولت دواء (نورجسيك) للعظام فأصابني الطفح الجلدي في نفس المكانين، ثم ذهبت ونزلت البحر مرتين مع أسرتي في المصيف، ولا أعلم إذا كان الماء المالح زاد المشكلة، ولكن مشكلتي الكبرى هذه المرة هي حساسية شديدة مع رغبة في الحكة الشديدة بمنطقة الظهر، بالأخص الكتفين، وذهبت للطبيب ووصف لي مرهما اسمه (فوتاسونور)، وأعتقد أنه زادت الحساسية، ومضادا للحساسية (أقراص لورانو)، ثم أوقفت المرهم بعد المرة الثانية ووضعت بودرة الأطفال وملطف الكالاميل، لكن دون نتيجة، فبماذا تنصحونني؟ بالله عليكم أرجو الرد السريع وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فالحساسية للأدوية أو ما يسمى بحساسية الجلد بسبب تفاعلات العقاقير الأرجية (Allergic drug reaction)، فهناك أناس كثيرون يكون عندهم تحسس لنوع من أنواع الأدوية، كما هو الحال عندك، سواء كانت هذه الأدوية على شكل عقاقير أو كريمات أو دهانات أو شراب، أو حقن وريدية أو عضلية، ومن الأدوية المشهورة بأنها قد تسبب الحساسية الآتي:

- جميع أنواع البنسلين والسيفالوسبورين.
- البريتورات وعقاقير السلفا.
- بعض اللقاحات ومضادات السم، مثل مضاد الكزاز ومضاد داء الكلب ومضاد لدغة العقارب والثعابين.
- اليوديدات لعلاج الدرقية.
- الكلورين والفلورين.
- الأدوية المسكنة.

وتختلف حدة ونوع الأعراض بحسب كميه الدواء المتعاطى والطريقة التي تم أخذها، بحيث تكون أعراض الأدوية والمأخوذة عبر الوريد أو العضل شديدة قد تؤدي إلى حدوث الصدمة التحسسية.

ومن أعراض تحسس الأدوية أيضا حكة مفرطة في جميع الجسم إذا تم أخذ الدواء عبر الفم أو العضل، وموضعية إذا تم أخذ الدواء موضعيا في مكان محدد من الجلد مثل الدهان والكريمات، ومنها ظهور طفح جلدي مثل الاحمرار أو التورمات الجلدية المحمرة (Urticaria)، أو حبيبات جلدية صغيرة، وأحيانا حدوث القيء والغثيان والدوار.

وقد تؤدي الحساسية الشديدة للأدوية -وخاصة المتعاطاة عبر الوريد أو العضل- إلى حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية وانقباض لعضلات القصبة الهوائية، وبالتالي ضيق النفس والاختناق.

والطفح الناتج عن الحساسية للأدوية قد يشبه أمراضا جلدية أخرى، مثل الصدفية أو الإكزيما أو حتى حب الشباب، وكلما زاد عدد الأدوية التي يستعملها المرضى زادت فرص ظهور الحساسية لهذه الأدوية المستعملة، وكذلك فإن المريض الذي يستعمل أنواعا كثيرة من الأدوية قد يكون من الصعب اكتشاف أي دواء منها هو الذي سبب الحساسية، والمريض نفسه يستطيع التعرف تماما على الأدوية التي تسبب له التحسس، وبالتالي الابتعاد عنها نهائيا.

وفي بعض الحالات التي يشك فيها بوجود حساسية فإنه يتم عمل اختبار أولي للأدوية مثل البنسلين ومضادات التسمم، وذلك بوضع عينة من هذه الأدوية تحت الجلد ثم رؤية ما إذا سببت هذه الأدوية حساسية مفرطة أم لا، وهو الاختبار المسمى طبيا (Skin allegric test)، وعادة ما يسأل الطبيب المعالج المريض إذا كان يتحسس من مواد أو أدوية معينة من خلال تجارب المريض السابقة مع هذه الأدوية.

وعلى المريض قبل أن يقوم باستخدام دهان أو كريم دوائي أو غير دوائي -مثل كريمات التجميل- أن يقوم أولا بعمل مسحة بسيطة من هذا الكريم على جلده، ثم ينتظر لنصف ساعة ليرى إذا كان هذا الكريم أو الدهان قد أدى إلى ظهور حساسية الجلد أو لا.

ويجب ألا يتم إعطاء أدوية عبر الوريد أو العضل إلا من قبل طبيب أو فني تمريض، وفي حالة إعطاء أدوية مثل البنسلين أو مضادات التسمم فيجب أن يكون ذلك في المستشفى أو المركز الصحي الذي يتوافر فيه الإمكانيات اللازمة لمعالجة حالات الصدمة التحسسية.

أما علاج حساسية الجلد الناتجة عن الأدوية كما هو الحال عندك فيكون بـ :-

- التوقف فورا عن تعاطي هذا الدواء، وعدم تناوله، أو الأدوية التي يمكن أن تحتوي على المادة التي يتحسس لها الجسم.

- إعطاء مضادات الحساسية، سواء كان عبر الفم أو الوريد حسب حدة وشدة الحالة، وهذه يمكن أن تحصل عليها من الصيدلية بوصفة وبغير وصفة، وتستمر عليها حتى تختفي الأعراض، ويمكنك أيضا تناول (Desloratadine) حبة واحدة كل يوم، أو (Levocetirizine) حبة واحدة كل يوم، ويمكن أن تضيف لها حبة (أتاراكس) مرتين لتهدئة الحكة، واستخدم مراهم تحتوي على الكورتيزون كعلاج موضعي.

وإذا كانت حساسية الجلد شديدة فيعطى أيضا مركبات الأسترويد مثل الهيدروكورتيزون عن طريق الفم، وتعطى من قبل الطبيب، وإذا لم تتحسن الأعراض فعليك بزيارة الطبيب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات