السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب عمري 31 سنة، أعمل مهندسا في إحدى دول الخليج، وملتزم بصلواتي، ولم أقم بأية علاقات خارج إطار الزواج ولله الحمد، وأفكر الآن بالزواج، خصوصا من أجل إعفاف نفسي، لكني محتار؛ حيث إني لا أحس بأني مستقر في عملي بسبب ما أواجه من متاعب في عملي من مديري وغيره.
وأخاف بأن أرتبط مع فتاة اختارتها لي أمي بسبب عدم الاستقرار الوظيفي، وأجد نفسي في حيرة من أمري، حيث أني أريد أن أرتبط وبنفس الوقت عندي خوف في نفسي يمنعني من ذلك، وأعلم بأن الله تعالى هو الرزاق الكريم.
فأريد نصيحتكم في ذلك وأن تدعوا لي بالخير؛ حيث إنني أثق في موقعكم كثيرا.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
فإن الله سبحانه لم يكلفنا بالأرزاق، ولكنه سبحانه تكفل بها وحددها ونحن في بطون الأمهات، ولكن يطالبنا بالسعي وبذل الأسباب ثم التوكل عليه لأنه الكريم الوهاب.
وأرجو أن يعلم الشباب أن الفتاة تأتي برزقها وكذلك الأطفال، بل إننا لننصر ونرزق بأولئك الضعفاء، وطعام الاثنين يكفى الأربعة، فلا تتردد في الإقدام على مشروع الزواج، وتذكر أن الرزق ليس بيد المدير ولا بيد غيره من البشر وأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وما علينا إلا أن نتقي الله ونجمل في الطلب، فنأخذ الحلال ونترك الحرام.
وقد أسعدتنا بهذه الاستشارة، وأفرحتنا مواظبتك على الصلاة لأنها مفتاح كبير للرزق، كيف وقد قال الله تعالى: (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ))[طه:132]، ولا يخفى على أمثالك أن في الوالدين حرصا على رؤية الأحفاد، وسوف تندم على كل لحظة تأخرت فيها عن الزواج، فإن الإنسان لا يستقر ولا يسعد إلا بإكمال هذا الجانب، فللرجال خلق النساء ولهن خلق الرجال.
كما أرجو أن تعلم أن وجود الزوجة الصالحة من أكبر ما يعين الإنسان على تخطي الصعاب بعد توفيق الله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، كما أرجو أن تحسن التعامل مع المدراء والزملاء، واعلم أن الأمر يحتاج إلى صبر ومصابرة، وواظب على أداء عملك على الوجه الأكمل، وتذكر أن الناس لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، فكيف يملكون ذلك للآخرين، وثق بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.