السؤال
السلام عليكم
لدي ثلاثة أخوة ذكور، الأول يبلغ من العمر 45 سنة، والثاني 40 سنة، والثالث 34 سنة، وجميعهم لا يرغبون بالزواج، رغم أن حالتهم المادية جيدة، وقد تعاملنا معهم بكل الطرق ولكن لا فائدة.
وقد شكل لنا هذا الموضوع مشكلة كبيرة في البيت، فأبي دائما يتشاجر معهم، ومسئولية أربعة رجال لا أقدر عليها؛ لأن أمي توفيت وبقيت وحدي، فساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ihssan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الحاجة إلى الزواج حاجة فطرية، ولا ينصرف الإنسان عنها إلا لسبب يدعوه إلى ذلك، والناس يختلفون في ذلك، فمنهم من يمنعه العجز عن إتيان المرأة، ومنهم من يمنعه انشغال نفسه بالتفكير في لذائذ أخرى كلذة العبادة أو لذة العلم، ومنهم من يمنعه الفجور والعياذ بالله تعالى.
ولذا فمن المهم جدا أن تحاولوا تلمس الأسباب التي تزهد إخوانك في الزواج، وهذا لا يحتاج إلى نزاع معهم، بل الجلسات الودية الأخوية التي يشعرون منها بالثقة والاطمئنان إلى من يحدثونه هي الكفيلة باستخراج ما كمن في نفوسهم.
قد يكون هم تكوين الأسرة والقيود التي فرضتها المسئولية الأسرية هي السبب في هروبهم من الزواج، فهم بحاجة إلى إزالة هذه المخاوف ببيان المكاسب العديدة من وراء الزواج، مع التهوين من شأن تكاليف الحياة الزوجية، فيتحدث معهم عن حاجة الإنسان إلى الأولاد ومنافع الولد للوالد عند كبر سنه وبعد موته، وسعادة الإنسان حين يعيش في جو الأسرة.
قد يكونون متأثرين بتجارب فاشلة للزواج رأوها أو سمعوا عنها، فيحتاجون إلى التذكير الدائم بالنماذج الناجحة والأسرة المستقرة، نحن ننصح على العموم بأهمية ربط علاقات متينة مع هؤلاء الإخوان قائمة على الثقة حتى يتيسر الوصول إلى معرفة العوائق التي تحول دون تطلعهم إلى الزواج، ثم بعد ذلك تبدأ مراحل التغيير.
وعلى كل حال فإذا كانوا على عافية من الوقوع في الحرام فالأمر سهل هين لا يحتاج إلى كبير قلق وخوف، لكن ينبغي السعي لإقناعهم بأهمية الزواج، نسأل الله أن يقدر لهم الخير.
وبالله التوفيق.