السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي: تزوجت قبل شهر, سبق أن اشترطت على زوجتي وأهلها أنها ستعيش مع أمي، لأن أبي يشتغل أحيانا وأحيانا لا، أي أني أنفق على أمي وأختي الصغيرة وأبي العاطل -بفضل الله- أنفق عليهم.
وقعت مشكلة بين أمي وزوجتي، وجاء أبوها وأخذها، ومنعني من رؤيتها، (زوجتي تنفذ ما يقول أبوها، وكلامي يضرب به عرض الحائط).. هم يريدونني أحجز لها شقة بعيدا عن أمي، مع العلم أن دخلي بسيط جدا .
حسبي الله ونعم الوكيل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح لك زوجتك ويؤلف بينكما، ويوسع عليك في رزقك، ولا شك أيها الحبيب أن من حقوق الزوجة على زوجها أن يسكنها في سكن تستقل بمرافقه، لا تشارك فيه الآخرين.
والمقصود بالمرافق، مدخل البيت ومخرجه، والمرافق الخاصة به، كمكان الطبخ ومكان قضاء الحاجة، ونشر الثياب ونحو ذلك، فهذا من حق الزوجة على زوجها بمقتضى عقد النكاح، أن يوفر لها الزوج السكن الذي تستقل به عن الآخرين، ولو أن هؤلاء الآخرين هم أبوه وأمه، لكن إذا كنت قد اشترطت عليها في عقد النكاح أن تسكن مع والديك، فإنه يلزمها الوفاء بهذا الشرط، ولا يلزمك أن توفر لها سكنا مستقلا إن كنت عاجزا عن ذلك.
هكذا قال أهل العلم كما قرره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى، ولهذا نحن ننصحك بأن تحاول الإصلاح بينك وبين زوجتك بالتي هي أحسن، فتحاول أن تعد زوجتك بإصلاح الأوضاع إن شاء الله في المستقبل، وأنك تنتظر سعة في الرزق حتى توفر لها البيت المستقل، وأنك تطمع وتؤمل في تحقيقه.
ولا بأس بأن تهب لها بعض الهبات أو بعض الهدايا التي تؤلف بها قلبها، وتعتذر لها من أي إساءة إن كانت قد صدرت من والدتك، مع محاولة إصلاح ما بينها وبين الوالدة، فتطلب من والدتك الرفق بها، وتوسط لدى الوالدة من له تأثير على إقناعها، وبهذا إن شاء الله سيزول هذا الإشكال، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح لك زوجتك، وأن يجمع بينكما في خير وأن يوسع لك في رزقك.
وبالله التوفيق.