السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر (25) سنة، وما بقي على زفافي إلا شهران - إن شاء الله - ورغم ذلك لا أحس أنني سعيدة لاقتراب موعد زفافي، رغم أنني أحب زوجي لدرجة الجنون، ولكن كلما اقترب موعد زفافي أحس أن حبي له بدأ يقل شيئا فشيئا؛ لذلك أنا خائفة جدا بعد الزواج أن أكتشف أنني كنت أبالغ في حبي له، الذي يشغلني هو، فقبل عقد قران زواجنا كان يهتم بي، ويسأل عن أحوالي، وأحوال عائلتي كل يوم، ولكن بعد عقد القران لم يعد يسأل عني ولا حتى عن عائلتي، دائما أنا أسعى وراءه.
لذلك أحس أنه لم يعد يحبني من ذي قبل، رغم أنه متلهف لإتمام مراسيم الزواج، ولكن ما يشغلني أنه مدلل ويحب دائما أن أسعى وراءه، والله أنا حائرة هل سيظل يحبني بعد زواجنا أم هذه كلها تهيئات لاقتراب موعد الزواج؟ أنا جد قلقة ومحتارة.
أرشدوني لما هو خير لي وجزاكم الله كل خير وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soulef حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن ما يحصل لك وله من التغيرات والتوترات أمر طبيعي وسوف يزداد مع اقتراب موعد الزفاف، ولكن ما يدعو للطمأنينة هو قولك أنه متلهف لإتمام مراسيم الزواج، وهذا كاف في صدق رغبته وحرصه على الاستمرار معك، فتعوذي بالله من الشيطان ولا تكلفيه فوق طاقته، اقبلي منه باليسير، اعلمي أنه يتعرض لضغوط مالية وغيرها مع كل يوم يمضي، كما أرجو أن تعلمي أن الرجال في الغالب لا يعبرون عن مشاعرهم إلا من خلال الأفعال لا الأقوال، كما أرجو أن تعلمي أن الوضع بعد عقد القران يتغير حيث الشعور بالمسئولية الأمر الذي يجعل العقل هو القائد، وليس العواطف كما في أيام الخطوبة، وسوف يسأل عنك وعن أهلك، وأرجو أن تهتمي به وبأهله وأن تساعديه على برهم.
واعلمي أنه لن ينسى لك المواقف الجميلة والمشاعر النبيلة.
ولا تسارعي في الحكم عليه وعامليه بمثل ما تحبين أن يعاملك به، وكوني له أمة يكن لك عبدا، وكوني له أرضا يكن لك سماء، واحفظي أنفه وسمعه فلا يشمن منك إلا أطيب الريح، ولا يسمع منك إلا كل كلام يجعله يطمئن ويستريح، وأكثري من ذكر الله، واشغلي نفسك بالطاعات، وتجنبي كل ما يغضب رب الأرض والسموات، وكرري الاستعاذة بالله من الشيطان عند الشعور بالضيق، واعلمي أن الشيطان لنا عدو، وأن هم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا، لكنه لا يملك ذلك إلا مع من يغفل عن الله، وإلا إذا قدر ذلك الله، وكوني واثقة أن هذا العدو يزهد في الحلال ويحاول إبعادنا عن إرضاء الكبير المتعال.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله الذي لا إله إلا هو ثم بكثرة الدعاء.
ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.