السؤال
السلام عليكم ورحمه الله.
أود الإفادة بشأن مشكلتي وهي أني امرأه متزوجة من رجل وحيد أمه وأبيه، وأسكن في شقة ملاصقة لهم وطبخنا مع بعض، أمه عصبية، ونفسيتها قلقة، وكلامها جاف، ولكني تعودت عليها ولم تصبح تلك مشكلة، أخواته خمس كلهن متزوجات ويأتين يوم الخميس فيكون هنا تحزب علي ومطلوب مني أن أطبخ لكل هؤلاء، ولكني في الغالب أذهب لبيت أهلي في نفس اليوم من كل أسبوع.
ولكن الكارثة عندما يأتي الصيف ويكون أغلبهم شبه مقيمين عند أهلهم، أخواته أكبر مني ولديهن بنات وأولاد في سني، والمشكلة أنه مطلوب مني أن أطبخ كل يوم مثل العادة عندما يكون في البيت فقط زوجي وأمه وأبوه وأطفالي الثلاثة، أجبرت عدة مرات بعد إحراجات حماتي ولكني لم أستطع تحمل هذا وأنا أراهم يستحمون ويلبسون وأنا في المطبخ، وبناتهن يتحاورن في الموضة والماسكات ويعملنها لبعضهن وأنا أطبخ، ثم يأتي حماي ليصرخ: ولدك جائع ارضعيه فأجلس لأرضعه وأنا أشعر أني سأبكي أمامهم، ثم أذهب لأصب جام غضبي على زوجي الذي يحبني ولكني أريده أن يفعل شيئا وهو في قمة الحيرة ويقول: هؤلاء ضيوف وعندك شغالة في المطبخ تساعدك وهذا ما تفعلينه كل يوم قبل مجيئهم.
الشيء المحير أن أهل زوجي لسانهم طويل، وشخصياتهم قوية، ويغلطون على الناس وعلى بعضهم بشكل غريب، ولديهم حبايب كثير جدا ويمدحونهم لدرجة أني شككت أني أنا الشريرة أو أن هناك مشكلة في ليس هناك أمل في أن أستقل بشقة فزوجي بار بأهله وليس لديهم عائل غيره.
أعتدر عن الإطالة وأرجو نصحي والدعاء لي أن يفرج الله همي.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الأخت الفاضلة/ فدوى محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك
أختي الكريمة! نبشرك بالعاقبة الحسنة للصابرين وأسأل الله العظيم أن يوفقك، وهذه الكلمات تدل على أنك امرأة عاقلة، وسوف يعوضك الله عن هذه المعاناة فإن فاعل المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكأ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.
وأرجو أن تعيني زوجك على البر بوالديه وأهله، وهذا سوف يرفع منزلتك عنده، وسوف يخرج الله لك أبناء بررة بإذنه تعالى.
ونحن إذ نشاركك هذه المعاناة نريد أن نذكرك بأن الأم والأخوات غيرتهن شديدة من زوجة الأخ؛ لأنهن يشعرن أنها استولت على قلبه وجيبه فعليك تقدير هذه المشاعر والتعامل معها بالعقل، وكل هذه التصرفات انعكاس لتلك الغيرة المذمومة.
وقد اعترفت بأن زوجك يحبك، فأرجو تقدير هذا الإحساس، وليكن في هذا دافع لك للصبر والمصابرة. ولا شك أنه يشعر بما تشعرين به ويتضايق كحال كل زوج وفي لزوجته.
أختي الكريمة! حسن الخلق منحة من الله، وليس كل إنسان يحسن الكلام والتعامل مع الناس، وقد ذكرت طرفا من تعامل شقيقات الزوج مع الناس، فما تنتظري أنت؟!
حافظي على لسانك، وشجعي زوجك على طرح هذه القضية مع أخواته، ويفضل أن يكون ذلك في غيابك، وعليه أن يذكرهن بأن أطفاله يحتاجون إلى رعاية واهتمام، وانشغالك يؤثر على الأبناء واصبري لأجل أبنائه ووالديه، وسوف يجعل الله بعد عسر يسرا.
وأما مدحهن لنساء أخريات أمامك فلا تهتمي بذلك، فإن ذكرت صفة حسنة فتمسكي بها، واحرصي على كل كمال، ليتهن ينتفعن بمثل تلك القصص، وكما قيل: "الذي يعرف عزة مستريح".
واعلمي أن الإنسان الذي يساعد الآخرين ويقضي حوائجهم يسهل الله له أمره، بخلاف الذي يترك الآخرين في محنة وتعب، فإن الجزاء من جنس العمل، وطالما كانت هناك خادمة تعينك فأرجو أن تصبري وبارك الله فيك.
وأنت يا أختي لست بشريرة بل أنت خيره إن شاء الله، فتعوذي بالله من الشيطان الذي كل همه أن يحزن الذين أمنوا، وأسأل الله أن يفرج همك، وأن يزيدك من فضله وأوصيك بطاعة الله وذكره، فإن الزهراء حين سألت أباها صلى الله عليه وسلم خادمة لم يجبها على طلبها وقال لها ولزوجها: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؛ إذا آويتما إلى فراشكما تسبحان الله... فذالكم خير لكما من خادم).
وأسأل الله لك التوفيق والثبات.