السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات أعاني معها من عدة أمور:
أولا: أنا كنت أعمل حتى الوقت الحالي تركت العمل من أجل طفلتي، والأمور التي أعاني منها إنني أشعر أن طفلتي دائما منجذبة نحو اللعب ولا يكون تركيزها في شيء إلا اللعب، ولنا جارة تسكن بالقرب منها ابنها عمره عشر سنوات وهو فاشل في مدرسته وذلك لأن تركيزه كله لا ينصب وذكاؤه إلا في اللعب ولا يستطيع التركيز في الدراسة أبدا وأنا أخاف أن أعاني نفس المشكلة مع ابنتي في المستقبل.
ثانيا: اكتشفت أن ابنتي وهي في الثانية من عمرها تمارس العادة السرية ولا أدري كيف وهي حتى الآن إن سنحت لها فرصة الاختلاء بنفسها تفعل هذا الشيء، وقد استعملت معها جميع الأساليب لكي تتوقف عن هذا الشيء من كلام طيب وتوبيخ وضرب وغيره، ولكنها لم تكف إن سنحت لها الفرصة الاختلاء بنفسها، أعيونني أعانكم الله حتى أحل هاتين المشكلتين؛ لأنني أريد لابنتي أن تنشأ النشأة الإسلامية النظيفة وخصوصا في عالم مثل عالمنا هذا والذي كثرت فيه الأمور السيئة.
إضافة إلى أنني ألاحظ حاليا انها عندما أسألها أشياء عن المدرسة أو صديقاتها أو أي شيء يتعلق بها تكذب علي من باب المزاح، وأنا لا أريد أن تصبح هذه عادة عندها في المستقبل فكيف أعالجها؟
الإجابــة
الأخت الفاضلة / أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أختي الكريمة: لا داعي للقلق، وأسأل الله أن يصلح هذه الطفلة، وأن يجعل فيها قرة عين لوالديها، وشكرا لك على تضحيتك بوظيفتك من أجل مصلحة هذه الطفلة ولا يستغني طفل عن رعاية والدته.
ولقد كان لسنوات الوحدة التي عاشتها هذه الطفلة آثار واضحة، وأرجو أن تعوضيها عن كل ما فقدت من عطفك واهتمامك في مدة انشغالك بالوظيفة.
والطفلة في هذه السن لابد أن تنال حظها من اللعب، وعلينا أن نجتهد في توجيه هذه الطاقات، وتنظيم الوقت لتكون للهو واللعب أوقاته، وللدراسة أوقاتها، وعندما تكبر هذه الطفلة وتعرف قيمة النجاح ومرارة الفشل سوف تجتهد بإذن الله، وتعطي الدراسة ما تستحقه من اهتمام، وأرجو أن تحسني اختيار الأطفال الذين تجلس معهم وتقللي من الزيارات للأسر التي لا تهتم برعاية أولادها، وإذا وجد الطفل في البيت اهتماما وعاطفة، واهتماما بألعابه ومعاونته على المحافظة عليها والسؤال عنها، فهذا كله يجعل الطفل يستغني عن مجالسة الأشرار ويعزى في نفسه محبة البقاء في المنزل، وهذا منهج إسلامي أصيل نجده في قوله صلى الله عليه وسلم: (يا عمير ما فعل النغير) يسأله عن طائر كان يحبه ويلعب به.
الأطفال دائما يحبون لفت الأنظار إليهم، وكان المفروض صرف النظر عن الممارسات الخاطئة حتى لا تترسخ عند الأطفال، بدافع العناد أحيانا، أو رغبته في استجلاب العطف والحنان، وأرجو عدم إظهار الانزعاج من هذه الظاهرة أمام هذه الطفلة، وأمام الآخرين وليس من مصلحتها إشاعة هذه الخطيئة، فقد تضرر مستقبلا من ذلك، وعلينا عرض هذه الممارسة على طبيبة موثوقة، وقبل هذا أرجو الاهتمام بنظافة الأعضاء التناسلية الخاصة بها فربما كان لتراكم الفضلات أثر وهذا يحدث كثيرا، لوجود أملاح في البول وقد يسبب (حكة) في الجسد.
وعلينا مراجعة طريقة تعاملنا مع هذه الطفلة، فبعض الناس يلاطف أطفاله بالعبث بأجهزتهم الداخلية، وربما كان للطريقة التي كنا نحمله بها أثرا أيضا، فبعض الناس والخادمات يضغط أيديهم على عورات الأطفال عندما يحملونهم.
وعليك أن تكوني إلى جوارها دائما فالوحدة شر، وأرجو أن تستبدلي التوبيخ بالتشجيع والملاطفة، فكثرة التوبيخ تشعر الطفل بأنه فاشل، وهذا يجعله يتمادى في الخطأ.
أما ظاهرة الكذب عند الأطفال فقد يكون السبب فيها القسوة والضرب، وربما سببها حب الظهور ولو بمظهر الكذاب، وقد يشجع المجتمع مثل هذه الظواهر بكل أسف عن طريق الضحك، والاستحسان (الشقاوة) للطفل، وقد يكون السبب في من حولها وهنا يجب ملاحظة الرفقة، وأخشى أن يكون السبب في الوالدين، فأحيانا نخبر بخلاف الصدق فيتأثر الطفل، بهذا وقد نكذب عليه فنعده بهدايا ثم لا نوفي بالتزاماتنا، ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على توجيه والدة عبد الله بن زيد رضي الله عنه حين قال لها: (والله لو لم تعطه لكانت عليك كذبة) وذلك حين سمعتها تقول: يا عبد الله تعال أعطيك.
والعلاج يمكن في بيان عاقبة الكذب، وأشعريها بحبك لمن يصدق في حديثه، وحاولي تربيتها على الصراحة والوضوح، لا على التخويف ووضعها دائما في قفص الاتهام وأشعريها بعدم السعادة إذا استمرت على ممارسة الكذبة، وبيني لها احتقار المجتمع لمن يكذب، والمسلم يخرج ولا يقول إلا حقا، فلا يجوز أن تكذب حتى لو على سبيل المزاح، وذكريها بأن (الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الإنسان يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وأن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار ولا يزال الإنسان يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)، وأن لعنة الله تنزل على الكاذبين والعياذ بالله.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الذرية، ونسأله سبحانه الأمن في البلاد والصلاح في الأولاد.
وجزاك الله خيرا وزادك حرصا.
والله الموفق.