إرشادات لشاب طلق زوجته لمرضه بالشكوك في ظل معاناة فراقها

0 503

السؤال

أنا شاب تزوجت منذ سنتين، ولكن حياتي الزوجية تخللتها الكثير من المشاكل التي لا أستطيع ذكرها بالتفصيل، المهم أنها انتهت بالطلاق ولا حول ولا قوة إلا بالله، لقد كنت غيورا جدا، وكذلك شكاك بدون دليل واضح، أي: لم تكن عندي ثقة قوية بزوجتي للأسف، مع أنها بنت أسرة محترمة ولم أسمع عنهم ولا عنها إلا خيرا، ولقد ذهبت لأطباء نفسانيين، ولكن للأسف لقد انتهى كل شيء وحدث الطلاق، وكانت زوجتي هي التي طلبت الطلاق؛ لأني فعلا كنت أضربها، وأحيانا دون مبرر، فما الحل بعد الطلاق؟ وهي الطلقة الأولى، علما بأن أختي متزوجة على أخو زوجتي، وقد طلقها مرتين ثأرا لأخته، وعنده الآن بنتان، وأنا عندي ولد واحد، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أنساها وأبحث عن امرأة أخرى؟ أم أحاول إرجاعها، أم ماذا؟ لقد صرت أخاف من الزواج، مع أني أرغبه بشدة، فكيف الحل؟ وظروفي المالية حاليا لا تساعدني على ذلك، فكيف الحل والمخرج؟ أرشدوني وأفيدوني أفادكم الله.
لقد تعذبت كثيرا لبعدي عنها، ولقد بكيت كثيرا لذلك، وأنا لا أريد أن أعذبها معي، ولا أريد أن أعذب أحدا بحبي هذا، ولكن كل الذي أريده حياة زوجية مستقرة ومتماسكة إلى الأبد.
والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nuni حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يهديك وأن يصلح بالك، وأن يجمعك بزوجتك في القريب العاجل، وأن يعافيك من هذه الصفات المزعجة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فالحمد لله أن هذه هي الطلقة الأولى؛ لأن هذه رحمة الله بك وبزوجتك وولدك وأختك وأولادها، ولذا أرجو بمجرد أن تقرأ هذا الرد أن تبدأ في عملية إرجاع زوجتك بأي وسيلة من الوسائل، هذا هو الهدف الأساسي الذي لا بد أن تسعى في تحقيقه بشتى الوسائل.

ثم تعال معي أخي الكريم:

الغيرة المعتدلة محمودة، بل ومطلوبة شرعا، فلقد ورد في الحديث: (ليس منا من لم يغر على عرضه)، ولكن إذا زادت عن هذا الحد ووصلت إلى الشك أصبحت مرضا خطيرا مدمرا، وقل لي بربك: لماذا الشك وقد أحسنت اختيار امرأتك وشهدت لها ولأهلها بالصلاح والاستقامة؟! أليس هذا مرضا فيك أنت؟! لماذا لا تعالج نفسك أخي الكريم؟!

ابحث لك عن علاج لدى الأطباء النفسانيين، وستشفى بإذن الله، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يشفيك، وأن يرد عليك زوجتك، استخدم عقلك وحلل المواقف بواقعية بعيدا عن الوهم وسوء الظن، وقبل أن تتخذ أي موقف تجاه زوجتك حلل هذا الموقف وادرسه من جميع الجوانب، ولا مانع من الوضوء والصلاة قبل أي قرار متعجل متسرع؛ حتى تعطي لنفسك فرصة المراجعة والدراسة المتأنية للقرار الذي سوف تتخذه.

ضرب المرأة من عادات من لا مروءة عندهم ولا قيم ولا أخلاق، فلماذا تضع نفسك مع هؤلاء؟! اقبل أي شروط لعودة زوجتك ما دامت العيوب أصلها منك، اطلب منها أن تضع يدك في يدها لبداية حياة جديدة بلا مشاكل، وقل لها: لقد تغيرت فعلا فخذي بيدي لنرفع معا بنيان بيت العز والسعادة والسلام والإسلام، وعليك أنت وهي بالدعاء لتحقيق ذلك.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات