السؤال
مشكلتي هي أني أحب خطيبة ابن خالتي وهي تحبني، فهي أجبرت على الخطبة له ولا تقدر أن تفسخ هذه الخطبة، فهي أجبرت عليها ووصل الحد إلى الضرب حتى تقبلها، كنت في أول الأمر أحاول أن أبتعد عنها ولكن الوضع الآن أننا نفكر في الهرب من أهلنا؛ لأننا لا نقدر أن نقول لأي شخص على علاقتنا؛ لأنها سوف تقضي بالنسبة لي على علاقتي بأهلي جميعا وكذلك بالنسبة لها، لا أعلم ماذا أفعل هل أتركها أم أهرب وهي بعيدا عن الأهل ونتزوج؟ وإذا تركتها فهي تقسم أن تنتحر وقد حاولت مرة سابقة أن تفعلها.
إنني في حالة من تأنيب الضمير، فأنا خائن لابن خالتي ولصلة الرحم بيننا، ولكني أحبها وهي تحبني ونريد أن نتزوج، فهل نتزوج أم أتركها وأبتعد عنها، ولا أعلم ماذا سيحدث حينئذ؟ وأنا أخاف أن أفعل ذلك وأبعد عنها فتنتحر أو تمتثل للزواج منه في النهاية، وللعلم فعلاقتنا وصلت إلى حد أننا كنا مثل الزوجين، ولكن دون العملية الجنسية أخاف أن أبتعد عنها وأتركها، فيرغمها أهلها على الزواج به وأخاف عليها من نفسي ومن الشيطان، أغيثوني ماذا أفعل هل أتزوجها أم أتركها أم تموت أو تتزوج ابن خالتي التي أعلم أنها لا تحبه، أم نهرب أنا وهي ونتزوج ونخسر أهلنا؟ أنقذوني بالله عليكم.
الإجابــة
الأخ الفاضل / Kobara المحترم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
تذكرني قصتك هذه بقصة ذلك الشاب الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يرخص له في الزنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لعمتك؟...) إلى آخر الحديث. وفي كل مرة كان يرد قائلا لا فداك أبي وأمي يا رسول الله، فكان الحبيب عليه الصلاة والسلام يقول له: (ولا الناس يرضونه لأمهاتهم) إلى آخر الحديث، فقل لي بالله عليك يا أخي الكريم أترضى أن تكون لك خطيبة ويأتي آخر ليحرمك منها، ويأخذها منك بطريقة تأباها النفوس الكريمة، والشريعة والأعراف والتقاليد؟
ثم ماذا ستقول لصلة الرحم التي من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، ثم ماذا ستقول لأولادك لو أخذت أمهم بهذه الطريقة الدنيئة وقد تبرأ منها أقرب الناس إليها ؟ ثم ماذا أنت قائل لله يوم القيامة وقد نهاك رسوله الكريم عن الخطبة على خطبة أخيك، وأنت لم تخطب بطريقة شرعية وإنما سرقت عرضا حرمه الله عليك؟
أخي المبارك! إياك ثم إياك أن تطيع هذه الفتاة في الهروب بها مهما كانت تهديداتها، وعليك بنصحها أن ترضى بقسمة الله لها، وهذا من الإيمان بالله، واعلم أخي أنك إن نصحتها بما يرضي الله وذكرتها بخطورة ما تنوي فعله من الهروب أو وضع أهلها في موقف حرج ثم انتحرت كما تدعي، فليس عليك ذنب مادمت قد نصحتها بالطريقة الشرعية التي ترضي الله ورسوله، وأبشرك بأنها إن سمعت منك هذه النصيحة لن تفعل شيئا مما تذكره لك الآن . فاستعن بالله وعظها وذكرها وخوفها من الله الذي قد يحرمكم السعادة في مستقبل حياتكم لو خالفتم أمره، احرص أخي على مرضاه الله أولا، ثم أحرص إلا تكون خائنا لابن خالتك، قاطعا لرحمك؛ لأن العقوبة الشرعية إن تأخرت فلن تفوت، وشؤم المعصية عظيم في الدنيا والآخرة، وأحمد الله أنه ستر عليك ولم يفضحك أنت وهي، وتب إلى الله مما فعلته معها، وأسأل الله أن يغفر لك، وأن يرزقك امرأة طاهرة وشريفة عفيفة تصلح أن تكون أما لأولادك، وتعينك على طاعة الله ورسوله، وتصل بها رحمك، ولا تعبأ بتهديدات هذه الأخت، ولكن حقها عليك أن تذكرها بخطورة هذه الأفكار الشيطانية، وأعنها على التوبة والرجوع إلى الله والرضا بما قسمه الله لها، عسى الله أن يملأ قبلها بمحبة زوجها وأن يبارك لها فيه وأن يبارك فيها وأن يرزقها ذرية طبية أنه جواد كريم.