السؤال
السلام عليكم.
عندما أتغدى أخرج كل ما في بطني، وأتقيأ لكي أنقص من وزني، فهل هذا يؤذي المعدة في المستقبل؟!
وشكرا لكم.
السلام عليكم.
عندما أتغدى أخرج كل ما في بطني، وأتقيأ لكي أنقص من وزني، فهل هذا يؤذي المعدة في المستقبل؟!
وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما تعانين منه من أعراض ما يسمى مرض البوليميا، والمصاب بهذا المرض يقوم بالتهام كمية غير طبيعية من الطعام دون إدراك أو وعي لخطورة الوضع، ويقوم بعد ذلك بالتقيؤ عبر إدخال الإصبع في الفم أو عبر استخدام الأدوية والملينات ومدرات البول والحقنة الشرجية أو القيام بممارسة نشاط رياضي قاس.
ويلجأ المريض بالبوليميا إلى التقيؤ الإرادي، خوفا من اكتساب الوزن؛ لذلك يعمد فور انتهائه من الطعام إلى التخلص من كل ما دخل معدته، وهذه العادة تتكرر مع المريض مرات عديدة في اليوم، لتصبح بالتالي عادة يصعب التخلص منها.
وفي بعض الأحيان لا يكون مريض البوليميا زائد الوزن كثيرا أو سمينا، وقد يكون وزنه طبيعيا، إلا أن الخوف من زيادة الوزن يصبح وسواسا يؤدي به إلى استخدام هذه الطريقة.
ومرضى البوليميا أو كما يسميها علماء التغذية البوليميين، والذين يلتهمون الأكل بشراهة غير طبيعية، حتى أنهم لا يحسون بلذة ما يأكلون، وغالبا ما تكون وجباتهم من النوع السريع ويستمرون هؤلاء في الأكل إلى درجة تفوق الشبع، وإلى حد شعورهم بالتخمة والاشمئزاز من أنفسهم، والندم على ما أكلوه، فيهرعون إلى التقيؤ.
وأما عن الأسباب فقد أشارت أبحاث حديثة إلى ارتباط مرض البوليميا بوجود خلل في الهرمون المسؤول عن الشهية والحالة المزاجية وخاصة بين السيدات، وهو هورمون السيروتونين، وقد يكون هناك عوامل وراثية وعوامل بيئية.
ومرض البوليميا غالبا ما يظهر لدى الفتيات في سن مبكرة، ونادرا ما يظهر لدى الرجال، ويعد هذا المرض من الأمراض العصبية التي تتسم باضطراب الشهية، ويظهر عند السيدات بكثرة، فيجعلهن يأكلن بشراهة في وقت قصير، ونتيجة للمرض يكثر استهلاك الطعام الغني بالنشويات، وهذا يمكن أن يسبب زيادة الوزن لدى السيدات؛ مما يفقدهن السيطرة على أعصابهن فيزيد حالتهن المزاجية سوءا، وقد يصبن بالنحافة الزائدة.
كما أنه يؤدي إلى الاختلال في الحالة المزاجية، فيسبب الاكتئاب وذلك نتيجة تراجع القدرة على إفراز مادة السيروتونين التي تنشط بعض أجزاء المخ، وهي المادة الكيميائية المساعدة على تنظيم الشهية ومعدل النبض، والجدير بالذكر أن البوليمي يأكل ويتقيأ سرا؛ لذلك يصعب كشف حالته.
ومرض البوليميا له ثلاثة أنواع:
1- مرض البوليميا العصبي البسيط والذي يظهر في الفتيات بدءا من سن الثامنة عشرة، ويبدأ المرض عادة بعد صدمة عاطفية خلال فترة المراهقة؛ إذ تشعر البنت بالإحباط نتيجة الفشل في الحب وفقدان الحبيب أو فقدان العذرية بعد قصة حب، وتدخل الفتاة المحبطة في حالة من الحزن والكآبة، ويؤثر ذلك على علاقتها بالآخرين.
وتلجأ المريضة عادة للقيء كوسيلة للتخلص من الوزن الزائد وكثرة استهلاك الطعام الذي تندفع إليه بدون سيطرة، وهو المرض الذي كانت تعاني منه الأميرة الراحلة ديانا.
2- النوع الثاني من المرض وهو (أنوركسيك بوليميا)، وهو عادة قصير المدى تفقد أيضا فيه السيدة القدرة على التحكم في طريقة الأكل، ولكنها تشفى بدون علاج إذا ما حاولت مساعدة نفسها.
3- النوع الثالث من البوليميا، فتعاني منه الفتيات في سن الثامنة عشرة، ويكون مصحوبا بمشكلات نفسية أو إدمان للمخدرات أو الكحول أو عدم الترابط الأسري.
ويجب أن تنتبهي إلى أن كثرة التقيؤ تضر بالجهاز الهضمي، وقد تقوم المريضة في بعض الحالات بإخفاء الطعام وتناوله بشكل سري، ولهذا تصاب بتغييرات ظاهرة في الوزن، وتصاب بنقص الأملاح في الجسم واضطراب ضربات القلب، وقد يحدث لبعضهن انفجار جدار المريء أو المعدة، نتيجة لإحداث القيء، وهؤلاء الفتيات لديهن غالبا الميل للابتعاد عن الحياة العامة، وعدم الرغبة في الاندماج في المجتمع، وتأكل بالسر؛ لأن طريقة أكلها غير طبيعية، وشكلها مقزز وفاضح، تتمثل بالأكل السريع بالأيدي وبطريقة عشوائية همجية دون مضغ أو تلذذ أو تذوق لنكهة الطعام، فيتصور المريض أنه سيكون محلا للنقد من قبل من حوله نتيجة لتصرفه غير الطبيعي.
أما العلاج فهناك طرق عديدة للتعامل مع مريض البوليميا، يخضع المريض معها للعلاج النفسي والاجتماعي والعضوي، وتشمل خطوط العلاج التهيئة النفسية للمريض بواسطة طبيب نفساني وإخصائي نفسي واجتماعي، كما يخضع للعلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب تحت إشراف طبيب مختص؛ لذا أرى أن تحاولي طوعا أن تتخلصي من هذه العادة حتى لا يصبح مرضا، فإن رأيت نفسك أنك لا تستطيعين ضبط نفسك عن هذا العمل، فعليك بمراجعة طبيب مختص بالأمراض النفسية.
وبالله التوفيق.