كيف أوجه زوجتي إلى الاعتناء بنفسها دون أن تتحسس مني؟

0 671

السؤال

السلام عليكم..

أحب زوجتي كثيرا ولله الحمد، وهي ذات جمال وأرتاح لها، لكن هناك بعض الاسوداد عند عينيها، وقد استخدمنا لها عدة مستحضرات طبية وأعشابا وأنواعا كثيرة من الصابون، ولكن لا فائدة!

إضافة إلى وجود نقط سوادء أو هالات سوادء فوق الأنف وعلى جوانب الشفتين، فهل تنصحوننا بمستحضر أو علاج يزيل هذه الأشياء مع نصيحة بالطريقة المناسبة لإعطائها حتى لا أجرح مشاعرها؟!

علما بأني أرى هذه الأشياء عندما نكون مع بعض في البيت، وكنت من قبل أقول لها فأشعر أنها تتضايق من هذا الكلام؛ ولذلك لم أعد أكلمها عنه، فهل لديكم من أسلوب مناسب تنصحونني به معها؟!

وقد حصل لزوجتي سمنة كبيرة بعد الزواج وبعد الإنجاب، فبعد كل حمل تحمله يزداد وزنها، وقد قامت بعدة محاولا للحمية ولكن كلها تبوء بالفشل، علما بأن وزن زوجتي تقريبا 90 كج، وطولها 157 سم، ووزني 75 كج، وطولي 162 سم، فهل تنصحوني ببعض الحميات لها؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا سنجعل الإجابة شطرين، أولهما يتحدث عن العلاج والمرض من الناحية الطبية، وثانيهما يتحدث عن الأسلوب.

فأما من الناحية الطبية فإنا قد ناقشنا في استشارات سابقة أغلب - إن لم يكن كل - النقاط المطروحة في سؤالكم؛ ولذلك أرى أن نشير إليها لما فيها من تفصيل كاف، مع تبيان موضوع وسبب الجواب في الاستشارة.

اسمرار ما حول العين أو الهالات حول العين ناقشناها في الاستشارة رقم (241390)، ونقاط سوداء فوق الأنف (تصبغات أو زيوانات أو كلف أو نمش) ناقشناها في الاستشارات ذوات الأرقام المبينة أمام العنوان، الكلف (262946-265064)، النمش (235218)، تصبغات على الوجه (256712)، اسمرار البشرة حول الأنف (277894)، نقاء البشرة (250968).

وأما النقاط السوداء على الأنف والخدين والحلول المقترحة فعلى الرقم (273721)، اسمرار ما حول الشفتين أو علاج السواد حول الفم (274745).

وأما السمنة والبدانة وزيادة الوزن: ما هي أضرار السمنة وما هي الحلول؟ (247300) حل السمنة (241655).

وأما عن الأسلوب فنود أن نؤكد أن شعور الزوجة بأن زوجها محب لها ومقتنع بها يجعلها أكثر تقبلا منه لأي ملاحظة، فاحرص على إشعارها بذلك، وينبغي التركيز معها على أن الله تعالى لم يخلق الإنسان الكامل، وأن الإنسان يسعى للكمال في ما أحله الله من الطعام والرياضة والعلاج.

وننصحك بعدم استعجال الكلام في الوصول إلى ما تريد، وتجنب التوجيه المباشر لأنه يولد ردة فعل، وأشعرها بأنه لا مانع عندك من الناحية المادية أن تهيئ لها ما تحتاجه من الدواء على اختلاف الأسباب، أو إحضار نشرة أو مقال أو كتاب عن ما تعاني منه ووضعها على مكتبك أو في مكان خاص بك ولكن يكون مكشوفا بحيث تراها دون أن تدفعها إلى ذلك: (مثلا نشرة عن البدانة وأضرارها والعلاجات الممكنة أو فوائد الرياضة أو كيف يمكن أن نعيش حياتنا بشكل صحي سعيد ... وهكذا عن بقية الموضوعات).

وإن كان عندك شيء يحتاج إلى التجميل فاستشرها فيه وأنك تريد أن تتزين لها، وأن تكون في نظرها كما تحب هي، فينفتح الموضوع وتبدأ هي بالمعاملة بالمثل، وعندها لا تسرع في كثرة الطلبات، بل قل إذن نستشير الطبيب ونبدأ بنصائحه لكلينا.

وافتح بابا للنقاش (طبعا بعد دراستك للموضوع) حول جدوى مضادات الشمس وتأثيرها المانع للسرطان، ثم يبدأ الكلام عن العلاجات الحديثة ومضادات الشيخوخة، والتي منها علاج أكثر ما تشتكي منه أنه عندها، وإن كان هناك من أصحابك أو أقاربك الذكور من عولجت زوجته من شيء مماثل وذكر لك ذلك (عندها تنقل الرسالة وتقول أن فلانا يكرر أن زوجته - ما شاء الله - غابت عنها آثار الزمن، وأنها عادت سنوات للوراء، وأنه سعيد بها أكثر، وأنه فرحان لها وبها على ما أنجزته من العلاج ...).

وإن كانت بشرتها جافة مثلا فاشتر مرطبا وضعه على تسريحة غرفة النوم، وقل لها إن سألتك عنه أنك اشتريته لتستعملاه لأن المرطبات تقلل من الجفاف والحكة، وتعيد للجلد نضارته، وأنك ستستعمله، وأنا أعتقد أن أغلب النساء سيتابعون ويصبرون أكثر من الرجل، خاصة إن شعروا بالفائدة أو بشعور السعادة من العلاج.

وإن بدأت باستعمال أي شيء مهما كان بسيطا ومهما كان التحسن بسيطا فابدأ بالمدح الصادق (ما شاء الله اليوم بشرتك يبدو عليها رونق جمالي أو يبدو أنك تشعرين بالراحة بعد الترطيب أو يبدو أن هذا الدواء مفيد على قلة مرات الاستعمال وهكذا... ).

وتجنب اللوم لأنه يفقد الثقة بين الطرفين، وابدأ بنفسك واستشر زوجتك (تتعلم هي منك)، وخصصوا يوما أو جلسة للصراحة ولو لدقائق وابدأ بأشياء سلوكية مفيدة غير متعلقة بالموضوع مثل: (بودي أن نصلي ركعتين في الليل جماعة مع بعض أو بودي أن نقرأ القرآن مع بعض وأن نبدأ برنامجا للحفظ ولو ببطء ...) وبعد عدة جلسات من الصراحة تستطيع أن تسألها أنت عن أي اقتراح لشيء ترغب في تغييره في سلوكك ثم في شكلك ويصبح الأمر من خلال المعاملة بالمثل سهلا.

أما أن لا نعترف بما تحتاجه هي، ونشعرها أننا على نقصنا كاملين، وأن الزوجة فقط هي التي عليها أن تتزين وتتجمل فذلك يولد ردة فعل، وتشعر بأننا أنانيون ويتباطأ أو يقف التجاوب، واستعن بالله وادع الله لها بالشفاء والتحسن، وادع الله أن يريك إياها في أجمل صورة.

ومن الأمور الهامة جدا كي ترى زوجتك أجمل امرأة في العالم حقيقة، هو شيء بسيط جدا، ولكنه قد يكون عند البعض صعبا، وهو امتثال قول الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، فبما أنها الوحيدة التي تراها وتتأملها وهي سبب سعادتك الزوجية فإنك لن تقارنها بغيرها وستراها على أحسن ما يسعدك.

ختاما أرجو أن يكون في تلك الإشارات ما يفيد، ولكل إنسان ظروفه، فقدر كل فقرة بقدرها، واختر ما يناسبك، والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها أو كان أحق الناس بها.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات