السؤال
أمي تعاني من خروج دم مع أو بدون براز، حيث أنها تحس برغبة في التبرز، فتفاجأ بنزول دم بدون ألم أو براز، علما بأن لون الدم أحمر عادي، ولا يوجد نزول في الوزن ولا مغص، فما تفسير ذلك؟!
أمي تعاني من خروج دم مع أو بدون براز، حيث أنها تحس برغبة في التبرز، فتفاجأ بنزول دم بدون ألم أو براز، علما بأن لون الدم أحمر عادي، ولا يوجد نزول في الوزن ولا مغص، فما تفسير ذلك؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم وليد الحطامي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه أعراض بواسير شرجية، والبواسير من الأمراض الشائعة، خاصة بين النساء خلال مرحلة الحمل أو ما بعد الولادة، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وهو الإجهاد الذي يزداد بذل أحدنا له حال وجود حالة من الإمساك لديه، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك، أو تكرر حصوله، ارتفعت احتمالات الإصابة بحالات البواسير.
ومن ناحية أخرى فإن الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض، وبنوعية ما يعرف بـ"التربيعة"، يؤدي إلى زيادة تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، مع صعوبة عودة تلك الكمية من الدم فيها إلى أوردة البطن الرئيسية، كي تخفف الضغط عنها، وكذلك يؤدي وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم، عبر عدة آليات، إلى نشوء حالة البواسير، وفي حالات الحمل، تلعب عدة عوامل في نشوء الإصابة بالبواسير، منها ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وتغيرات بنية الأوردة، وغيرها.
والبواسير عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من المستقيم أو فتحة الشرج، وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية وغير معتادة في أوردة منطقة الشرج، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها، وبالتالي لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك الحال، وتبدأ بالتمدد والانتفاخ، الأمر الذي يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس، وتقسم البواسير إلى نوع داخلي ونوع خارجي، فالداخلي منها ما يوجد داخل المستقيم وفتحة الشرج، أما الخارجي فيوجد في نهايات فتحة الشرج، ما قد يجعلها تتدلى إلى الخارج.
وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير، الشكوى من حكة شرجية، أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز أو يلاحظ على محارم تنشيف الشرج، أو ألم خلال عملية التبرز، أو أن يحس المرء بأن ثمة كتل تتدلى على فتحة الشرج نفسه، ويمكن الطبيب من تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص للشرج، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.
أما العلاج فمن المفيد في معالجة حالة البواسير، وضع كريم من (هايدروكورتيزون) على فتحة الشرج؛ لأنه سيعمل على تخفيف الشعور بالألم وتخفيف الانتفاخ، كما أن استخدام كريم من مادة (ليدوكين) المخدرة، يعمل على تخفيف الشعور الموضعي بالألم في تلك البواسير، خاصة إذا تم وضعها قبل التغوط.
ومن المفيد أيضا ارتداء ملابس داخلية مصنوعة من القطن، وتجنب استخدام محارم التواليت المحتوية على مواد معطرة ومهيجة، والحرص ما أمكن على تجنب حك منطقة الشرج، ومن المفيد أيضا تخفيف حدة الإمساك ومعالجته عبر تناول الملينات المناسبة، خاصة ملينات كتلة البراز دون غيرها من أدوية علاج الإمساك، ويجد الكثيرون راحة وتخفيفا للألم بالجلوس في مغطس شرجي بالماء الدافئ أو الماء الدافئ مع الملح.
وأفضل أن تراجع الطبيب، فالفحص الطبي مهم جدا، فهناك بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تسبب لونا أحمر في الشرج منها الزوائد اللحمية ومنها الشرخ الشرجي، إلا أن هذا سيكون مؤلما ومنها أيضا الأورام في منطقة الشرج.
والله الموفق.