تعلم اللغة السريانية .. بين المصلحة والمفسدة

0 56

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أتعلم اللغة السريانية؛ لأنني أشعر أنها لغة مهمة ولا أعلم لماذا! فقد شدتني هذه اللغة إلى أبعد مما أتصور، فقد شاهدت فيلم (آلام المسيح) للمخرج ميل جيبسون، وقد كان الممثلون يتحدثون اللغة السريانية الحقيقية التي كان يتحدث بها الناس ذلك الوقت.

وكما أعتقد فإن سيدنا عيسى عليه السلام كان يتحدث بهذه اللغة، وهي لغة جميلة جدا وشدتني إليها بطريقة غريبة، ومما شدني لها أيضا أن هناك لقطة بالفيلم يقول فيها أحد الممثلين والذي يلعب دور المسيح وباللغة السريانية: (أنه سوف يأتي بعده رسول اسمه أحمد) وقالها باللغة السريانية.

وهناك تشابه لا بأس به مع اللغة العربية واللغة العبرية، وبغض النظر سواء أكانت لغة المسيحيين أو اليهود قبل آلاف السنين، فأنا أريد تعلم اللغة السريانية لأنني أحببتها فقط لا غير، فهل يجوز لي تعلمها؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلست أدري هل يجيد ابننا اللغة العربية التي هي لغة القرآن؟ وما هي أهدافك من وراء دراسة السريانية؟ وكم عدد من يتكلمون السريانية على وجه الأرض؟ وهل تستفيد من تعلمها في عملك أو في حياتك؟ وهل أنت مثقف من الناحية الشرعية لتحمي نفسك أولا؟ لأن اللغة ثقافة، وهل تستطيع أن تخدم دعوتك ودينك بتعلمها؟ هذه الأسئلة وغيرها تساعدك على التفكير في الموضوع وتساعدنا في الإجابة بحول من بيده التوفيق والهداية.

ولا يخفى على ابننا الكريم أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كلف زيد بن ثابت بتعلم لغة اليهود؛ لأنه لم يكن يأمنهم فتعلمها في أسبوعين، وكان يكتب رسائل النبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ ما يأتيه من كتب اليهود، وأرجو أن يلاحظ أن رسولنا لم يكلف جمعا من الصحابة بتعلم تلك اللغة، وإنما كان الطلب بقدر الحاجة، فليت القائمين على أمر التعليم تنبهوا لذلك، فلا تعطى مسألة اللغات الأجنبية أكبر من حجمها، ولا ينشغل بها الطلاب عن أشياء أهم منها، وكم يتألم الإنسان عندما يجد من يزعم أن اللغة الفلانية هي لغة العلم والتكنولوجيا، وينسى هؤلاء أن المنتج الحضاري ليس له لغة، بل هو كسب بشري تعاقبت عليه الأمم، وكان لأمتنا أطول الجولات في قيادة العلم والحضارة، ولن يكون صعبا على أصحاب العزائم ترجمة العلوم الحديثة وتقديمها لطلاب العربية، وهناك تجاوب رائد في بعض البلاد العربية.

ومن هنا فنحن نقول لك: لا تعجب بالسريانية، ولا تتعلمها إلا إذا كانت هناك مصالح راجحة وواضحة، وقد تفهم هذه الرغبة ممن يعيش بينهم وممن يعمل في السلك الدبلوماسي أو ممن يتخصص في دعوتهم، ونحن نشكر لك هذا التواصل مع موقعك، ونتمنى لك كل توفيق وسداد وخير، ونكرر الترحيب بك ونعلن لك عن استعدادنا لسماع وجهة نظرك وشرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، كما لا ننسى أن ننبه على خطر مشاهدة فلم آلام المسيح الذي يصوره بشكل مشوه مخالف لما عليه عقيدة أهل الإسلام.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات