صلة الرحم هل يمكن أن تمنع قبول التوبة

0 245

السؤال

أنا أخيرا والحمد لله تبت إلى الله في ليلة 23 رمضان من ذنوب كثيرة عظيمة وفي صباح اليوم نفسه جرى حوار فيه فتنة لي وهو أن أخي يود الذهاب مع أبي في العيد لزيارة الأقارب وأنا وإياه نحب ذلك وأنا أعلم أن من شرار الناس يوم القيامة الذي يغضب الناس فأخشى أن يكون ذلك سببا في عدم قبول التوبة السابقة وأن يرغم أنفي بسبب زوال رمضان ولم يغفر لي مع ملاحظة أني أخاف الشرك فبعض الأحيان أظن أن الفعل السيئ إغضاب أخي وأن أذهب أنا لأني أكبر منه أن هذا الفعل بذاته قد يضرني فأنا حائر إن اخترت الذهاب أو لا أقع في مشكلة الشرك أيضا فهي مشاكل تلو مشاكل أخروية لا أقصد الدنيوية وأرجو عدم إحالة سؤالي إلى سؤال آخر يشبهه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك بالتوبة، ونسأل الله القبول والمغفرة، ثم إنا نفيدك أن الأصل في زيارة الأرحام والأقارب أنها عبادة يثاب عليها فاعلها ما لم يقع فيها محظور شرعي نظرا للأحاديث المرغبة في ذلك.

ومنها حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه. رواه البخاري وحديث: لا يدخل الجنة قاطع رحم. متفق عليه.

فلا تظن أن صلة الرحم المضبوطة بالضوابط الشرعية سبب في عدم قبول التوبة ولا في إغضاب الناس بل إن في المصافحة بين الأقارب إدخال السرور عليهم وهي سبب لغفران الذنوب كما يدل له الحديث: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. رواه أبو داود. ثم إن الخوف من الشرك والتحرز منه أمر ضروري ما لم يؤد للوسوسة والأوهام، وعليك بالعمل بحديث البخاري في الأدب المفرد الذي صححه الألباني: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره، قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم.

والله أعلم.  

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة