السؤال
أفيدوني جزاكم الله خيرا ,,,
لي عمة تعيش معنا, عندها مرض عقلي, فهل تجب عليها الصلاة مع العلم أنها تستطيع التفريق بين الحلال والحرام , ولكنها أحيانا تصلي وأغلب الأحيان لا تصلي , مع العلم أنها حين تصلي تكون تضحك وإذا نادى أحد عليها تترك الصلاة وتذهب تجيبه مع إخبارنا لها أنه لا يجوز ترك الصلاة، وربما تتحدث مع نفسها أثناء الصلاة وربما تلتفت يمنة ويسرة وربما تصلي فقط دون أن تقرأ أي سورة فقط حركات الصلاة.
الإجابــة
خلاصة الفتوى
فحصول خلل في العقل واختلاط في التصرف يقال له العته، ويعامل صاحبه معاملة المجنون فتسقط عنه التكاليف الشرعية بما في ذلك الصلاة مادام كذلك لأن العقل هو مناط التكليف، والذي ظهر لنا من السؤال أن هذه المرأة اختلطت تصرفاتها فبعضها تشبه تصرفات العقلاء، وبعضها الآخر يشبه تصرفات المجانين، وعليه فلا تكليف عليها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا ومن ضيعها خاب وخسر، وللمزيد راجع الفتوى رقم: 512.
والذي يظهر من خلال ما كتبت أن تلك العمة بها عته وهو خلل في العقل كما عرفه بعض أهل العلم.
ففي كشف الأسرار شرح أصول البزدوي الحنفي: العته آفة توجب خللا في العقل فيصير صاحبه مختلط الكلام فيشبه بعض كلامه كلام العقلاء وبعضه كلام المجانين وكذا سائر أموره. انتهى
والمعتوه ينسحب عليه حكم المجنون فتسقط عنه التكاليف الشرعية مادام كذلك.
ففي فتح القدير لابن الهمام الحنفي: قد أطبقت كلمة الفقهاء في كتب الفروع على إدراج العته في الجنون. انتهى.
وقال الإمام الشافعي في كتاب الأم: وإذا غلب الرجل على عقله بعارض جن أو عته، أو مرض ما كان المرض ارتفع عنه فرض الصلاة ما كان المرض بذهاب العقل عليه قائما ; لأنه منهي عن الصلاة حتى يعقل ما يقول وهو ممن لا يعقل ومغلوب بأمر لا ذنب له فيه بل يؤجر عليه ويكفر عنه به إن شاء الله تعالى. انتهى.
وبناء على ما تقدم فإن عمتك قد سقطت عنها التكاليف الشرعية بما في ذلك الصلاة لأن العقل هو مناط التكليف.
والله أعلم .